مقالات
شاعر الأمة محمد ثابت يكتب عن الأبنودي وأمل دنقل
عبد الرحمن الأبنودي شاعر من جنوب مصر من قرية أبنود وهي قرية صغيرة في كل عام يخرج منها مجموعة من الشباب ليفسحوا المكان لجيل آخر جديد والصعيد شديد الحرارة فيعلم الإنسان الصبر والجلد وهنا كانت كلمات عبد الرحمن الأبنودي الليل بينعس ع البيوت وعلى الغيطان والفجر يهمس للسنابل والعيدان وعيونك الصاحيين ومش نايمين وعيون ولاد كل البلد صاحيين
تحت الشجر واقفة بتتعاجبي
دي برتقانة ولا دا قلبي
هكذا كان الأبنودي يهمس بالقصيدة العامية ليدخل بيوت كل المصريين من وهيبة هذا الاسم الجنوبي المصري انطلقت أشعار الأبنودي ليتكون وجدان جيل الخمسينيات بأغاني العندليب الأسمر ومحمد رشدي المطرب الشعبي الرائع الذي طار بوهيبة إلى العالمية وبعد استقرار عبدالرحمن الأبنودي في القاهرة مع رفيق الدرب أمل دنقل الشاعر الذي غير معالم الشعر العربي المعاصر من الشكل العمودي إلى الشكل الحر مع احتفاظه باللغة العربية الأصيلة التي تكاد تكون أعمق في الرصانة من بعض قصائد العصر الجاهلي ويعتبر أمير الشعر العربي بعد شوقي وله وقفة طويلة في مقال خاص به٠
وبعد ظهور نجم عبد الرحمن الأبنودي في سماء القاهرة دب خلاف بينه وبين الرئيس محمد أنور السادات بعد عصر الانفتاح الذي نادى به السادات
كتب الأبنودي قصيدة سوق العصر
وختمها بالقول المعروف
وكإننا
طالعين من أكتوبر
داخلين سوق العصر
ودخل الأبنودي السجن وفي نفس الزنزانة التي كان فيها الشيخ الجليل كشك وياااه للمفارقة ؟؟!!!!!!!!
وعاش الأبنودي حياة قاسية ومعناة الغريب حتى تزوج من المخرجة عطيات الأبنودي وهي أم لأولاده وكان له شيئ من الاستقرار وصدر له العديد من الدواوين منها ديوان يامنة عمة الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي ويقول الأبنودي إنها أقرب الناس إليه وللأبنودي قصص وحكايت مع كل مطربين الوطن العربي وهو شاعر القصيدة والأغنية وهو الذي عبر باللهجة الجنوبية من صعيد مصر إلى العالمية وهو خير من عبر عن هزيمة عام 67 في قصيدة رائعة تغنى بها عبد الحليم حافظ عدى النهار والمغربية جايه بتتخفى ورا ضهر الشجر وعشان نتوه في السكة شالت من ليالينا القمر يا هل ترى الليل الحزين أبو العيون الدبلانين أبو الغناوى المجروحين يقدر يرجع مهرها
وعاش الأبنودي قصة النصر والهزيمة والانكسار
بقلم شاعر الأمة
محمد ثابت
مؤسس شعبة شعر الفصحى
باتحاد كتاب مصر