مقالاتمكتبة الأدب العربي و العالمي

وقالت له يا مالك؟؟ لعل الخير يكمن في الشر

.. تزوجها وكشف عن وجهها فوجدها سمراء وليست جميلة فهجرها في ليلة الزفاف واستمر الهجران بعد ذلك فلما استشعرت زوجته ذالك ذهبت اليه وقالت له يا مالك؟؟
لعل الخير يكمن في الشر
فدخل بها واتم زواج
ولكن استمر في قلبه ذالك الشعور بعدم رضاه عن شكلها
فهجرها مرة ثانيه ولكن هذه المره هجرها عشرين عاما ولم يدرى أن أمراته حملت منه
وبعد عشرين عام رجع الي مدينه حيث يوجد بيته واراد ان يصلي ،فدخل المسجد فسمع امام يلقى درس فجلس فسمعه فاعجب وانبهر به
فسأل عن اسمه فقالوا هو الامام انس
فقال ابن من هو؟
فقالوا ابن رجل هجر المدينه منذ عشرين عاما اسمه مالك فذهب اليه وقال له سوف اذهب معك الي المنزل
ولكن ساقف امام الباب وقل لامك رجل امام البيت يقول لك
لعل الخير يكمن في الشر
فلما ذهب وقال لامه قالت اسرع وافتح الباب انه والدك اتى بعد غياب طويل
ولم تقل له انه هجرنا عشرين سنه
ولم تذكر اباه طول غيابه بالسوء
وكان ابنه هو انس بن مالك رضي الله عنه خادم رسولنا الكريم عليه افضل الصلاه والسلام وراوي احاديث الرسول الصحيحة وكان يفخر بذالك

الخير يكمن في الشر يا مالك أنها زوجة الامام مالك بن أنس وام صالحة للإمام أنس بن مالك …الجمال ليس شكلا يا مالك

    .
أم مالك بن أنس هي أم ساهمت في كتابة التاريخ، فقد وضعت أقدام ابنها على أول طريق العلم ودفعته فيه، فصار ابنها أحد الأئمة المعدودين في تاريخ الإسلام، ما زال إلى زماننا الآن توجد عدة أقطار يتَّبعون مذهبه الفقهي بشكل يكاد يكون حصريًّا، فضلًا عن المسلمين في أقطار أخرى كثيرة.  إنها أمُّ الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة، ومفتي المدينة الأول، وصاحب المذهب الفقهي المتَّبع في شمال إفريقيا، ومن قبل في الأندلس.

أم الإمام مالك اسمها: ‌عَالِيَةُ ‌بِنْتُ ‌شَرِيْكٍ الأَزْدِيَّةُ، ولا لأبيه أنس، وإن كان أعمامه، وجدُّه مالك بن أبي عامر من العلماء، وقد عظَّمت الأم في عين ابنها دروس العلم عن طريق تزيينه تزيينًا جيدًا قبل الذهاب لمجلس العلم: «قال مطرف، قال مالك: قلت لأمي أذهب فأكتب العلم؟ فقالت: تعال فالبس ثياب العلم. ‌فألبستني ‌ثيابًا ‌مشمرة ‌ووضعت ‌الطويلة على رأسي -يعني القلنسوة الطويلة- وعممتني فوقها. ثم قالت: اذهب فاكتب الآن، وقال رحمه الله: كانت أمي تعممني وتقول لي: اذهب إلى ربيعة[1] فتعلم من أدبه قبل علمه»[2]، قال الزبيري: «رأيت مالكًا في حلقة ربيعة وفي أذنه شَنْف»[3]، قال ابن وهب: الذي تعلمنا من أدب مالك أكثر مما تعلمنا من علمه.
هذا الاهتمام بالشكل الخارجي للطفل وهو ذاهب لدروس العلم يحقِّق فوائد جمَّة، أعلاها في رأيي اثنان:

أولًا: يشعر الطفل نفسه بأهمية ما يذهب إليه، فيزداد اهتمامًا به، وثانيًا: يلفت نظر المدرسين، والنفس تميل عادة للمنظر الحسن، فيزداد الاهتمام به، ومثال لهذا الاهتمام من الناس والعلماء رأيناه في طفولة أنس بن مالك عندما ذهب للتعلُّم على يد ابن شهاب الزهري: قال مالك: شهدت العيد فقلت هذا اليوم يخلو فيه ابن شهاب فانصرفت من المصلى حتى جلست على بابه فسمعته يقول لجاريته انظري من على الباب، فنظرت فسمعتها تقول: مولاك الأشقر مالك. قال أدخليه: فدخلت، فقال: ما أراك انصرفت بعد إلى منزلك؟ قلت: لا. قال: هل أكلت شيئًا؟ قلت: لا. قال فاطعم؟: قلت لا حاجة لي فيه. قال: فما تريد؟ قلت تحدثني: فحدثني سبعة عشر حديثًا، ثم قال: وما ينفعك إن حدثتك ولا تحفظها، قلت: إن شئت رددتها عليك، فرددتها عليه، فقلت: زدني قال حسبك: إن كنت رويت هذه الأحاديث فأنت من الحفاظ، قلت: قد رويتها فحبذا الألواح من يدي، ثم قال حدث: فحدثته بها فردها إلي، وقال: قم فأنت من أوعية العلم!

ويصف الذهبي نشأة الإمام مالك فيقول: “نَشَأَ فِي ‌صَوْنٍ ‌وَرَفَاهِيَةٍ ‌وَتَجمُّلٍ”، هذا الجمال الذي نشأ عليه الإمام مالك كان له أثر عكسي في أنه رأى نفسه يصلح مطربًا، وكان حسن الصوت والصورة، وقد فزعت الأمُّ من هذا، فماذا فعلت؟
يقول مالك: «نشأت وأنا غلام يعجبني الأخذ عن المغنين[4]؛ فقالت لي أمّي: يا بنىّ، إن المغنّي إذا كان قبيح الوجه لم يلتفت إلى غنائه، فدع الغناء واطلب الفقه فإنه لا يضرّ معه قبح الوجه. فتركت المغنّين واتبعت الفقهاء، فبلغ الله بي ما ترى»[5].
تقول له أمه هذا الكلام على رغم من حسن صورته اللافت: وقد صفه أبو حنيفة أنه أزرق أشقر، وقال مصعب الزبيري كان مالك من أحسن الناس وجهًا وأحلاهم عينًا وأنقاهم بياضًا وأتمهم طولًا في جودة بدن، هذا الاهتمام بالمنظر الحسن ظلَّ في ذهن الإمام مالك، وصار أسلوب حياة.

قال محمد بن الضحاك كان مالك جميل الوجه نقي الثوب رقيقه يكره أخلاف اللباس، وقال خالد بن خداش: رأيت على مالك طيلسانًا طرازيًا[6]، وقَلَنْسُوة[7]، وثيابًا مَرْوِيَّة جيادًا، وقال بشر بن الحارث: دخلت على مالك فرأيت عليه طليسانًا يساوي خمسمائة قد وقع جناحاه على عينيه أشبه شيء بالملوك.

وقال الزبيري: كان مالك يلبس الثياب العدنية الجياد، والخراسانية والمصرية المرتفعة البيض، ويتطيب بطيب جيد، ويقول ما أحب لأحدٍ أنعم اللهُ عليه إلا ويرى أثر نعمته عليه، وخاصة أهل العلم، وقال ابن أبي أويس: ما رأيت في ثوب مالك حبرًا قط، وقال أشهب: كان مالك يستعمل الطيب الجيد؛ المسك وغيره.

وكان مالك أبهى ما يكون عندما يروي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول مطرفٌ يصف درسه في بيته عندما مرض: كان مالك إذا أتاه الناس خرجت إليهم الجارية، فتقول لهم: «يقول لكم الشيخ: أتريدون الحديث أم المسائل؟»، فإن قالوا المسائل خرج إليهم فأفتاهم، وإن قالوا الحديث قال لهم: «اجلسوا»، ودخل مغتسله، فاغتسل وتطيب ولبس ثيابًا جددًا، ولبس ساجة[8]، وتعمَّم، وتُلقى له المنصة، فيخرج إليهم قد لبس وتطيب، وعليه الخشوع، ويوضع عودٌ فلا يزال يتبخر حتى يفرغ من حديث رسول الله ﷺ.

هل هذا التجمُّل في الهيئة مخالف لروح الإسلام وشريعته؟
روى مسلم عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ»قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً، قَالَ: «إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ»[9].
بل في رواية عند ابن حبان وغيره عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي حُبِّبَ إِلَيَّ الْجَمَالُ، فَمَا أُحِبُّ أَنْ يَفُوقَنِي أَحَدٌ فِيهِ بِشِرَاكٍ[10]، أَفَمِنَ الْكِبْرِ هُوَ؟ قَالَ: «لَا، إِنَّمَا الْكِبْرُ مَنْ سَفِهَ الْحَقَّ وَغَمَصَ النَّاسَ»[11].

هل هذا مخالف للزهد؟
الزهد ليس في الشكل، إنما في القلب!
يقول مالك: الزهد في الدين: طيب المكسب، وقصر الأمل.
ويقول أيضًا: التواضع في التقى والدين وليس في اللباس.
يقول سفيان الثوري (وهو من أقران مالك علمًا وزمنًا): «ليس الزهد بأكل الغليظ، ولبس الخشن، ولكنه قصر الأمل، وارتقاب الموت».
رحم اللهُ أمَّ الإمام مالك التي وضعت قدمه على طريق الفقه، وزيَّنته لطلب العلم، فصار هو بذاته زينةَ العلماء[12].

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق