لا شك أن العدوان الارهابي الالكتروني على لبنان ومقاومتها، كان كبيرا وموجعا والى حد ما مبهرا، أراد ارباك البيئة الشعبية الحاضنة للمقاومة والنسيج الاجتماعي اللبناني المركب، محاولا رفع معنويات المجتمع الاسرائيلي الممزق، هادفا الى تفكيك جبهة الاسناد لشعب فلسطين في غزة.
إن هروب نتنياهو الى الامام تعبير عن عمق الازمة وزوال السيناريوهات الاخرى، وفقدان اعصاب صناع القرار في اسرائيل.
أمام هذا العدوان، سيقوم بعد خمسة ساعات السيد حسن نصراللة باطلالة من الممكن أن تكون الاهم والاكثر تعقيدا منذ بدء العدوان على غزة قبل حوالي السنة!! وجميع المراقبين وصناع القرار، العرب والاسرائيليين والدوليين، ينتظرون ما سيقوله نصرالله خاصة حول الرد المنتظر لحزب الله.
اعتقد، أن ما سيهم السيد حسن نصرالله بهذا الخطاب المحاور التالية:
1. تعربف العدوان واهدافه- وسيؤكد أنه عدوان ارهابي دموي وغير اخلاقي يصل درجة جرائم الحرب. وسيعدد اهداف العدوان من وجهة النظر الاسرائيلية.
2. المحور الثاني- وسيتناوله بتوسع وهو البيئة الحاضنة الشعبية للمقاومة، سينوقف عند الشهداء واهاليهم ومدى الالم والضرر للجرحى والمصابين، وسيتعهد برعايتهم فردا فردا من قبل المقاومة وتقديم كل ما يلزم لهم حتى الشفاء العاجل. سيحلل خيارات المقاومة ليصل الى الاستنتاج أن اقصر الطرق واقلها ثمنا ، هو طريق المقاومة، والتجارب السابقة اكبر برهان. وسيتطرق للمجنمع اللبناني ونجاحه بهذا الامتحان المفصلي حيث لم ينجرف نحو شيطنة المقاومة وحزب الله.
3. رسائل للمجتمع الاسرئيلي- مفندا اهداف العدوان ، مؤكدا أن هذا العدوان سيبعد امكانية عودة الاسرى الاسرائيلبديين بفطاع عزة، سيبعد موعد عودة النازحين الى ببوتهم في الشمال، بل سيتضاعف عددهم. ويصل الى الاستنتاج أن حكام اسرائيل يقودون شعبهم للهاوية لاسباب سياسية وشخصية. ولا يأبهون لحياة ومعيشة الاسرائيليين اطلاقا.
4. الرد الموجع القادم- سيؤكد بهذا المحور أن الرد قادم بقوة وسيكون مؤلما ومفاجئا وغير مسبوق، اتساعا وتأثيرا ومفاجأة. لكنه سيؤكد أن الرد القادم سيكون اخلاقيا خلافا لعدوان اسرائيل، وسيخدم بالضرورة اجهاض اهداف نتنياهو وحكومتة الفاشية، بعدم ايصاله الى المواجهة الكبيرة الواسعة، الا اذا ارادت ذلك اسرائيل.
خطاب السيد حسن نصرالله سيتسم كباقي اطلالاته بالمصداقية العالية بالمعلومات والتحليل. لكنه سيقي كثيرا من الغموض المقصود حول هوية الاهداف في الرد، موعده وهل سيقوم باستعمال اسلحة جديدة مفاجئة وكاسرة لمعادلة الردع ام لا.
سهيل دياب- الناصرة
د. العلوم السياسية