مكتبة الأدب العربي و العالمي
قصة_السفينه_الملعونه الجزء الثالث
– سنجرّب طرق الكشّافة البدائية
نورا : تحلية المياه ! لكننا بحاجة للكثير من الأدوات
– أقصد ان الجوّ مازال غائماً .. لذا أريدك ان تفكّي إحدى الأشرعة وتربطيه على شكل وعاء ,
بحيث اذا أمطرت من جديد , نحصل على مياه للشرب
نورا : فهمت , سأفعل ذلك الآن
– ورجاءً لا تتعبي نفسك , فأنت مازلتِ متعبة
– لا تقلق , سأكون بخير
ظهراً .. وفور إنتهائها من ربط الشراع ,
بدأت زخّات المطر تتساقط على يديها
فتمّتمت بقلق :
أتمنى ان يكون مطراً عادياً وليست عاصفةٌ أخرى !
وحين هطل المطر , نزلت الى الأسفل ..
***
وفي غرفة النوم .. فرشت نورا اللحاف على الأرض بجوار سريره .. فقال لها :
– الأفضل ان تنامي على السرير ,
فجسمكِ مازال متعباً
نورا : لا , حالتك اسوء مني .. إبقى مكانك
, وانا سأستريح على الأرض ..اساساً الوقت مازال مُبكراً على النوم
– صحيح ..
لنستريح قليلاً , فلا شيء آخر نفعله في هذا الجوّ الماطر ..
(ثم سكت قليلاً) هل انت جائعة ؟ فأنت لم تأكلي سوى لوح شوكولا واحد , بعد ان أصرّيتي أن آكل الموز لوحدي ..
– لا تقلق ,
لا أشعر بالجوع .. وحين يتوقف المطر , سأصطاد بعض السمك .. على أمل ان يتحسّن الطقس قبل غروب الشمس
الطبيب : وهل تعرفي كيف تصطادين ؟!
– في بداية زواجي أخذني طليقي في رحلة ,
وعلّمني طريقةً سهلة لصيد السمك.. فهل لديك سنّارة ؟
– بالتأكيد ,
ستجدينها في إحدى خزائن المطبخ ومعها علبة الديدان
نورا باشمئزاز :
هذا هو الجزء المقرف في الصيد
فابتسم لها قائلاً : لا تقلقي , سنحلّ مشكلة الطعام لاحقاً
بعد تحسّن الجوّ .. خرجت نورا الى سطح المركب لتجميع المياه من داخل الشراع ,
ووضعتهم في قارورةٍ فارغة .. واتفقت مع الطبيب على شرب القليل من الماء عند الحاجة القصوى
ثم حاولت جاهدة إصطياد السمك ..
بعد ساعتين من الفشل المتواصل , قالت في نفسها بضيق :
((عليّ إصطياد شيئاً , فالطبيب جريح وبحاجة للطعام .. يارب أرجوك , أعطني ولوّ سمكةً صغيرة))
وهنا تحرّكت السنّارة .
.فصرخت بعلوّ صوتها :
– لقد اصطدّت سمكةً كبيرة !!!
فردّ الطبيب من الأسفل : انا قادم لمساعدتك !!
– لا !! إبقى مكانك
لكنه أصرّ على الصعود بعد ان إتكأ بتعب على جدران السفينة ..
وقبل وصوله اليها , رآها تسقط في البحر بعد ان قامت السمكة بسحبها بعنف .. فهي دون ان تدري , إصطادت سمكة قرش كبيرة!