منوعات

حكاية ثأر النّسوان من قصص بلاد الصعيد فرحة لم تكتمل (حلقة 1 )

رانيا بطرس / حكايات ايام زمان

كنت عايشة في بيت أبوي يدلّلني ويجيبلي أحسن أكل،وهدوم، لكن أيّام العز لم تدم، وومرض الشيخ عثمان ،ومات وبعد مدة لحقت أمي من الحزن عليه ،وكان أخي الكبير شعبان متزوج ،وساكن مع مراتو وعيالو ،وماخذين غرفتين وتركوا لي غرفة أنام فيها ،وكنت أخدم فيهم بلقمتي ،وياريت ألاقيها ..علشان زوجة اخويا كانت قاسية ومفترية..و تحتفظ بالاكل لولادها ولنفسها و،انا آكل باقي الاكل بتاعهم، ده لو فضل حاجة أصلا، و كنت دايما أحمد ربنا علي كل حال ،لكن زوجة اخويا كانت ديما تشتكي باني أضايقها هي وأولادها ،ومش تعرف تاخذ راحتها بسببي .رغم أنه عندي أيضا الحق في الييت، أحيانا كنت أبكي ،واشتكي لربنا يخلصني من ذل زوجة اخويا لغاية ما جه الوقت ،وربنا استجاب لدعائي.وافتكرت أن أيام الحزن هتروح .
بس الاول أعرفكم بنفسي، انا اسمي نعيمة بنت في غاية الجمال، حاصلة علي دبلوم خياطة و أعيش في قرية نجع العيساوية وهي تابعة أسيوط ،و دلوقتي بقي هكمل حكايتي: أحد الليالي لقيت اخويا جاي بيبشرّني بأنو جاني عريس، ولمّا زوجتة سالته عن العريس، وبيشتغل ايه ،قال..انّو ابن عباس فرغلي، طبعا هي مكانتش مصدّقة أن الرّاجل ده يسيب بنات الحسب والنسب في الحيّ، ويجي لنعيمة البنت اليتيمة ،وكل الناس تعرف أنّ فرغلي عنده مئات الفدادين من الأرض ، وقطعان البقر،ومصنع نسيج، وكمان الفلوس في البنوك ،يعني من الاخر عنده ثروة كبيرة ،وهيورث كل ده اولاده الثلاثة الذكور ،اصله هو معندوش غيرهم ، اتنين منهم متزوجين ،والثالث هو العريس ،سألت أخويا : العريس جاي إمت ؟ أجابني : بكرة وعايزك من دون البنات ، كنت حأطير من الفرحة ،واخذت اجهز نفسي ،واستعد لمقابلة العريس، قمت باستلاف فستان من احدي بنات الجيران ،وادوات مكياج ، لبست ،الفستان وكان على مقاسي ،وتزيّنت ، كنت حلوة إلى درجة أنّ إمرأة أخي مش راضية تكلمني .
في المساء حضر ابو العريس ،ومعه اثنين من ابنائه، فاسترقت صديقتي البصر من خلف الباب ، وقالت : الله يا بنت، عريسك زي القمر !!! قلت..يا سلام ياختي ،يعني كنتي عرفتي هو مين فيهم عريسي ؟ وشوية اخويا دخل عليّا ،وطلب مني اجي علشان اقدم الشاي لابو العريس وأولاده، وبالفعل ذهبت علي استحياء ،ونظرت في خجل ،وشاهدت الاخوين شكلهم وسيم ،لكن ما عرفت مين هو العريس. المهم وضعت الصينية على الترابيزة، وتأملني الحاج عبّاس ،وقال :ما شاء الله عليك يا عروستنا ،ودسّ رزمة جنيهات كبيرة في جيبي، وده معناه اني عجبتو ،وبعدها خرجت ،وانا الفرحة مش سيعاني..وزادت فرحتي لما سمعت ان ابو العريس يقرأ الفاتحة بتاعتي مع اخويا .وعلت الزغاريد. والبلد كلها كانت بتتكلم على خطوبتي لعائلة فرغلي المهم خلصت الليلة ،وكلّ الناس راحت ..وانا لسّة معرفتش مين هو العريس، والحاج فرغلي ما قال شيئ ،
ولما سالني اخويا عن رايي ،سكت ،ولم انطق بكلمة، ولكن إمرأة اخي قالت له :بجرأة :هي كانت عرفت مين العريس علشان تسالها عن رايها ؟ فردّ عليها: المهم أن أبوه أغنى رجل في البلد!!! قالت: أيوه ،يعني الزواج فلوس ،وبس ؟مين هو فيهم الي كان علي اليمين وإلا الي علي للشمال ؟ قال لها. إنت غلطانة ،العريس مجاش أصلا!!! صاحت..انت بتقول ايه ياراجل ؟ يعني ايه العريس مجاش؟ رد ّ: اصل ابوه بيقول ان العريس تعبان شوية ،لما سمعت ذلك الكلام ،عرفت ساعتها ليه الراجل الغني جه يخطبني لابنه،و قلت: اكيد العريس ما يقدرش يتحرّك ، واخذت اقول في نفسي اكيد دول كانوا محتاجين لابنهم شغالة، وممرضة ،وابوه فكر يجيبلو عروسة تخدمو ، وبعد ما كنت فرحانة وقلبي هيقف من الفرحة ،انكسر خاطري ،ونمت ليلتها حزينة ومقهورة علي حالي..لكن انا ساعتها فكرت أوافق علية حتى ولو كان العريس في كرسي متحرّك علشان اخلص من ذل زوجة اخويا،والحرمان الي انا عايشة فيه طول عمري ،وعلي راي المثل: ما رماك علي المر غير الي امرّ منو..

يتبع الحلقة 2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق