منوعات

قصة فتاة تدعى مبادئ قصة من الواقع… الجزء الثاني..

فلما هذه المره لم يتوقف قلبها عن تسارع دقاته، لم تستطع ان تفهم معنى الأهازيج التي يرددها الرجال خارج المنزل كعادة الناس في ذلك الوقت حيث يقومون بالهوسات والاهازيج في تشيع الشهداء او ربما لا تريد ان تصدق ما تسمعه آذانها، وهذه النساء لما تزغرد والدموع بعينيها، مايحدث…
لا احد يجيبها سوى احظان والدتها ….، وقولها البقاء بحياتك محمد استشهد، كان هول الخبر عليها كالصاعقه من شدته جاءها المخاض وهي في شهرها السابع وفعلا ولدت وكان المولود فتاة اسمتها صابرين … من الصبر على الفراق
كان والدها هو سندها، اكمل لها كل اجراءات استلام حقوقها وحقوق ابنتها حيث كانت حقوق الشهداء وعوائلهم مكفوله من قبل الدوله وقتذاك ولها الأولويه وفعلا صرف لها راتب تقاعدي وقطعه ارض وقرض عقاري للبناء بالاضافه لسياره نوع برازيلي قامت ببيعها واكمال بناء بيتها، وكان والدها يساعدها ويقف بجانبها ويلبي احتياجاتها وابنتها، وذات يوم مرض والدها مرض خطيرا توفي على اثرها، ماذا تفعل وقد فقدت سندها في الحياة …, فتاة أرملة بعمر ١٧سنة وام لطفلة لم تكن تعرف ماذا تفعل !!, تقدم لخطبتها الكثيرين لكنها كانت ترفض الجميع فقد كان نساء الشهداء الأغلبية منهن يرفضن الزواج ليتفرغن لتربية أولادهن حتى وإن كان طفل واحد ، الا ما ندر ممن يتم اجبارهن للزواج من إخوة أزواجهن بدافع تربية الأولاد وضمان بقاؤهم عند اهلهم ليتربوا بكنف الاعمام ،
فاخذت على عاتقها الاعتماد على نفسها وكفالة ابنتها حتى تكبر، انتهت الحرب وتأمل الناس خيرا للعيش بسلام وأمان الا ان الحصار قد فرض على العراق من قبل الاميركان، وكانت الدوله توزع المواد الغذائيه على المواطنين لسد احتياجاتهم، وكانت تعتمد على الزراعه في توفير رغيف الخبز للمواطن واصدرت نظام البطاقه التموينيه وهو نظام اقتصادي لم تقم به دوله قبلها في زمن الحروب والحصار حيث منع العراق من الاستيراد والتصدير لتضيق الخناق عليه واجبار حكومته على الخضوع لشروطها، ولكن الحكومه العراقيه رفضت الخضوع وقتذاك وساندها الشعب حيث رفض قبول المساعدات الانسانيه التي يقدمها الاميركان وقاموا ابناء اهوار العراق برمي المساعدات في الاهوار امام انظار اللجان الدوليه ورددوا بأنهم غير محتاجين للمساعدات هم شعب يرفض قبول الصدقات، هكذا كانت الاوضاع وقتها، يستلم المواطن كميته من الحنطه والشعير والذره ويقوم هو بطحنها في المطاحن الأهليه، ظرف صعب جدا ، ولكن كان الناس يساعد بعضهم البعض متلاحمين لا يوجد جائع من يملك طحين يعطي لجاره ويقول ازمه وتعدي لثقتهم بالله اولا وبأن حكومتهم لن تتركهم يموتوا جوعا، وبالرغم من كل هذا الوضع الاقتصادي السيئ الا ان العراق كان الأول دوليا بخلوه من المخدرات، وكان الأمن والأمان متوفر، وبعدها جاء قانون النفط مقابل الغذاء وبذلك وفرت الدوله احتياجات الشعب من الحنطه والشعير عن طريق الاستيراد بالاضافه لتشجيع الفلاح على الزراعه وازدهارها في ذلك الوقت ، كان للمرأه في ذلك الزمن دورا جهاديا كبيرا فهي الأم والأب للأبناء، فيقع على عاتقهن تنظيم حياة العائله اقتصاديا وتربويا فسميت المرأه بذلك الوقت بالماجده العراقيه لما لها من دور كبير في تسير امور عائلتها بوضع اقتصادي صعب جدا،
ومبادئ كانت واحده من اولئك النساء المجاهدات اللواتي عانين الأمرين في سبيل تأمين لقمة الخبز الشريفه دون مد اليد للأخرين، اكملت صابرين دراستها في اعدادية التمريض، وكانت مبادئ تحاول توفير احتياجات صابرين والتي لم تقدر مدى تعب والدتها ورغم قصر يدها كانت تعمل المستحيل لتوفير كل ماتطلبه ابنتها الوحيده صرفت كل ماحصلت عليه من ورث والدها، وكذلك مصوغاتها الذهبيه ،والمبالغ التي يساعدونها بها اخوتها بين الحين والأخر دون طلب منها ولكنهم كانوا يعلموا مدى عفة نفسها، تخرجت صابرين وتعينت في احد المراكز الصحيه، وكانت مبادئ تأمل خيرا من ابنتها صابرين،بعد تعينها وأنها ستعوض تعبها خيرا ألا أن ماحدث العكس….

يتبع … الجزء الثالث

د. رسالة الحسن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق