مكتبة الأدب العربي و العالمي
حكاية #التاجر_والوصايا_الثلاثة الجزء الثاني والأخير
قال الولد: والله لأصيرنّ خادما لك طول حياتي !!!قام صاحب أبوه ،ونادى بناته الخمسة ،وقال للولد إختر منهنّ واحدة زوجة لك ،فإختار البنيّة الصّغرى، .قال له :صاحب أبوه: :غدا يأتي الشّيخ ،ويكتب عقد الزواج ،بعد ذلك تأخذ إمرأتك ،وترجع إلى ديرتك، ،وتنفّذ ما سأقوله لك، ولا تنقص منه شيئا .أومأ الولد بالقبول ،قال الرّجل : زين !!! اذا سالتك إبنة العجوز: وش جبت من السّفر ؟ ردّ عليها : ماجبت الا هذي الجارية الصّماء البكماء. ثم إلتفت إلى إبنته وقال أما أنت فاضربي جسدك بالفحم لين يصير لونه اسود ،واذا وصلت بيت زوجك لا تنطقي ولا كلمة وعليك بالتّظاهر انّك صمّاء بكماء ،وإسمعي وش تقول المرأة في غيابه ،وتخبرين بها زوجك كلما رأيته .
أجابت البنيّة :ابشر يبّه. قال صاحب ابوه: وأنت يا ولدي بنتي امانة في رقبتك ،إياك أن تجتمع بها وتكشف سترها لين ترجع عندي !!!.هل فهمت ؟ قال الولد :ابشر يا عمّي .سافر الولد هو والبنت إلى ديرته ،ويوم وصل بيته قابلته زوجته ،وسألته : بشّرني !!! جبت لنا مال من السفر ؟ أجاب الولد: لا والله، ماجبت من عند صاحب ابوي الا هذي الجارية الصماء البكماء لكي تخدمنا ، قالت زوجته : قبل أن نصرف على هذه الخادمة،علينا أوّلا أن نجد ما نأكله ،أجاب الولد: هذا بس الي حصّلته في سفري، الله يفرّجها .
المهم أقنعها أن تترك الخادمة تعيش معهما حتى يجد من يعطيها له مقابل بعض المال.، صارت البنت تنقل كل ما تقوله الزّوجة لولدها وللجيران ،ولم يكن هناك ما يلفت الإنتباه . وفي أحد الأياّم جاءت العجوز لبنتها ،ولمّا رأت الخادمة تفاجأت ،وقالت :تعالي لداري حتى نتحدث بحريّة ،فإني أخشى أن تسمعنا هذه الفتاة !!! أجابتها إبنتها : لا تقلقي ،إنها صمّاء وبكماء ،!!! قالت العجوز حسنا :إسمعي ،ذلك الأحمق زوجك لم يعد يملك شيئا ،وأريدك تطلبين منه الطلاق ، وقولي له : أنا لا أطيق حياة الفقر،وأنت غير قادر أن تصرف عليّ وإبني .
وإذا طلّقكِ أرجعتك لزوجك الأوّل ،فلقد سمعت أنّه صار ميسور الحال ، وقبل أن ترحلي ،إشتر بالمال الذي في الخزنة ياقوتا فهو خفيف الوزن، وضعيه وسط صندوق ملابسك ،ولن يفطن زوجك لشيئ !!! كانت الخادمة تتنصّت على الباب وسمعت وش يقولون. ولمّا رجع الولد في الليل أخبرته بكلّ ما حصل ،قال في نفسه : الحين عرفت وين راح كل مالى .!!! في الصّباح أتت زوجته، تشتكي الحالة والفقر،وتطلب منه الطلاق، فقال لها: لم يبق سوى البيت، وعند العصر سأنادي الدّلال، وابيعه .
راحت الزّوجة، إلى امّها العجوز،وقالت لها: يا يمّه زوجي يريد بيع البيت اليوم ،ولن أقدر على الحفر ،وإخراج المال، تصرّفي ،لا يجب لأن يضيع منّا البيت، وإلا راح تعبنا كلّ هذه السنين .أجابتها امها: ابشري !!! سأكلّم زوجك الأوّل ،وأقنعه بحضور المزاد على البيت علشان يشتريه. جرت العجوز لداره ، وقالت له: يا أبا فلان!! زوج بنتى يريد بيع البيت ،وفيه كنز من المال ، لا يجب أن يفوتك البيت ،زوّد فيه حتى تشتريه مهما كان الثّمن .
لمّا حلّ العصر، حضر الدّلال ،وتجّار الدّيرة ، وزوج إمرأته الأوّل ، بدا المزاد وكلّ ما زوّد تجّار الدّيرة، زوّد عليهم الزّوج ،حتى بلغ البيت أضعاف ثمنه وإشتراه ،وهو يحلم بالكنز الذي فيه .وهنا قال الولد لإبنة العجوز : أنت طالق فإجمعي أغراضك وإذهبي من هنا !!! فجمعت أغراضها في صندوق ،وحملت ولدها ،وخرجت وهي تنظر ورائها لمكان الخزنة. لم يضع الولد الوقت ،وإشترى عربة وضع فيها حاجياته ،وأفرغ صندوق الذّهبب الذي أخفته إمرأته بعد ذلك ملأه بالحجارة ،وأعاده للحفرة ،ثمّ باع ما بقي من أثاث ،وركب مع الخادمة ،وإنصرف في حاله ،
في الغد جاءت المرآة وزوجها الأوّل ،والعجوز للبيت ،ولمّا أخرجوا الصندوق وجدوه مليئا بالحجارة ،فلطم الرّجل وجهه وصاح : أين الذّهب ؟ لقد خسرت مالي بسببكما !!!والآن أغربا عن وجهي . ورجعت المرأة إلى دار أمّها العجوز خالية اليدين مثلما جاءت أوّل مرّة ،وأحسّت بالنّدم الشّديد لما فعلته،ثمّ صرخت في وجه أمّها :بسبب طمعك خسرت الرّجل الأول والثاني ،اللعنة على الفلوس، وعلى تدبيرك القذر !!!
أمّا الولد و البنت فسارا ثلاث ايام بالياليها ،ومرّا على غدير مليئ بالماء،ثمّ نزلا من العربة، وأشعلا نارا ،وسوّيا طعاما وقهوة ،وراحت الفتاة إلى الغدير إستحمّت فيه وأزالت ماعليها من فحم ،وصارت مثل القمر ،بعدما شبعت إرتمت في حضنه ،. وقالت له: انا زوجتك ،رحت معك وجيت ،وماعطيتنى حقّ من حقوقي !!! أجاب الولد : يابنت الحلال ابوكِ قال لى أنّك امانة الله، لا أكشف سترك من يوم تروح لين ترجع. قالت له: والله اذا ماتعطينى هذا الحقّ لن أعيش معك ،قال الولد في نفسه: ما أنت إلا زوجتي، ،ثم عانقها ،وأمضيا الليل يرشفان من الغرام .
وصلوا ديرة صاحب أبوه: ومن بعد طول الغيبات جاب الغنايم ،قال الولد: ابشر ياعمي بالغنايم، والمال الحلال!!! قال الرجل بشّرني عساك ما كشفت ستر زوجتك!!! قال الولد: لا ولله يا عمّى هي الى غصبتى على نفسها امس .صاح صاحب أبوه : يا خاين الامانة ،سأقطع يدك عقابا لك!!! ولمّا مدّ الولد يده ،جاءت البنت ،وأنزلت يد زوجها ، ثمّ قالت :يابوي، عاقبني مكانه ، فلو قطعت يده ،كيف تريده أن يطعمني، ويصرف عليّ ؟
نظرالشيخ للولد ،وقال معاتبا: شفت ياولدي :لم تنفذ شيئا من وصايا ابوك فيوم قال : ابن لك بيت في كل ديرة قصده ان تتعرف على الرجال الطيبة فقد تحتاجهم وقت شدّتك، ويوم قال:امّ البنتي، وام، الكنتي، وام المسمار الي ينتي لاتزوجها: قصده لاتزوج الى لها بنت من زوجها الاول ،وكلّ شوي رايحه لبنتها تمشط شعرها ،او تفقد احوالها، ولا تزوج امّ الكنتى الى تزوجت واحد قبلك ،وكلّ شوي تعايرك ،وتقول لك: لو كنت مثل فلان، كان يسوّي كذا وكذا ،وامّ المسمار: أي الى لها ولد ،وكلّ فلوسك تحفظه له ،وهذا بالضبط ما جرى لك ..
بوك كان يقول لك عليك بالبكر الى قلبها على قلبلك، وانت شفت بنتى وش سوّت لأجلك ،اما قول ابوك: لا تخون من امنك حتى ولو كان خاين، وانت أول واحد خنتنى يوم قلت لك لا تكشف ستر بنتى لكن أسامحك ياولدي ما دامت بنتي حلالك ،إن شاء الله يكون ما حصل لك درس ،فلا تستهن أبدا بما قاله الأجداد فكلامهم حكمة لنا ،والآن تعال مع عروسك لأريك البيت الذي ستسكن فيه ،وغدا ستذهب للسّوق وتفتح لك دكّانا تبيع فيه وتشتري ،والله يأتي بالرّزق ،قال الولد ونعم بالله ..
…
إنتهت
من قصص حكايا العالم الاخر