مقالات
هل الهدنة ستعطي الفرصة لصالح البناء أم استعداد لمعارك وخطط جديدة؟؟
بقلم: د. سهير بنت سند المهندي
بكينا معكم يأهل فلسطين حزناً وألماً على ما جار غزه وما أحاط بها من خراب ودمار، وما سال منها من دماء لشهداء أبرياء، وبكينا معكم فرحاً لإفراج الأسرى حيث مواقفكم،ومشاهدكم،وتضامنكم، وأصواتكم، وكلماتكم التي اعتصرت قلوبنا بكل المشاعر الإنسانيةالفياضة؛ حيث هي قلوب ومشاعر العرب؛قلوب ومشاعر المسلمين التي تحيا مع كل نصرة فرح لهذا الوطن العربي “فلسطين“ .
إنها هدنةٌ قصيرةٌ بمدةٍ وجيزةٍ رسمت معاني الفرحة المنتقصة التي كشفت عن معنى الدمار، والخراب؛ ليس في البناء الذي كنا نشاهده فقط؛ وإنما ما زاد عليه الروح والنفس،وكسرة الخاطر لصغار أبكونا حتى اللحظة؛فمن استشهد رحمة الله عليه فإلى جنات النعيم، ومن بقى يبقى الله معهم رحيم يحيطهم برعايته وفضله الكريم، وإم تبكي فرحاً ومن شدته تسقط طولاً لإستقبالها ابنتها الأسيرة أو إبنها الأسير الذين اسوروا صغاراً وتحرروا شباباً مناضلين في فلسطين وغيرهم من دخل شباب، وخرجو كبار، وغيرهم من تغييرت ملامحه واختلف رسمه وبكى صامتاً…إنها فرحت لا توصف عنونها “ابني بطل” و”ابنتي بطله” وغيرهم الكثير أبطال…لم نعرف في ظل الجم من هتافات الفرح من هم أقاربهم ولكن كان الجمعُ فرحٍ يهتف بقدومهم أبطال يرفعونهم، ويحيونهم مصفقين، ومرددين عبارات تعبر عن نضالهم، وانتصارهم،وقوميتهم؛ فكلهم بجمعهم أهلهم لا جدال،والعرب والمسلمين في كل أنحاء العالم ومن وقف نصرة لفلسطين.
مشاهدٌ كثيرةٌ منذ بدء الهدنة من الساعة السابعة صباح يوم الجمعة الموافق 24 من نوفمبر 2023 حتى لحظة النشر لهذه الكلمات …شاهدنا الأبرياء المدنين يبحثون عن مساكنهم، ومصدر عيشهم، ومئن الحياة؛ حيث الإستقرار لمن لهم ولمن تبقى من أقاربهم، ومن وقف على أطلال منزله يتأمل الدمار؛ ومن أين يبدأ ليصلح لتستمر به الحياة، طفل صغير كل ما تمناه أن ينام يوم بهدوء؛ فنام وحيداً على أطلال منزله بحضن الشرفة المعلقة عله يشعر بالحنان، وحضن أهله الذين رحلوا إلى جنات الله ولم يهمه الدمار مطلاً بإبتسامة ورسالةللحياة، وطفل يتفقد ألعابه تحت الدمار حيث ذكرى السعادة التي كان ينعم بها مع اهله ليواصل الحياة، وغيرهم من يبحث عن جثث أقاربه في ظل هدوء الهدنة لدفنهم لتهدء نفسه بقربهم حتى لو كانوا أموات، وآخرين يقسمونالقسم بأنهم سيعيدون البناء، وتحرير فلسطين، وقصص المعاناة للفلسطينين الآخريين التي شهدت وقت القصف والحرب الاسرائيلية عليهم مخلفة منهم بعد الشهداء معاقين، ومرضى مشوهين، وكبار سن مبتورين يائسين، وأطفال تيتموا وأصبحوا بلا اسرة،ونساء تضرروا في البناء النفسي والصحي من أصبح تائهاً لا يعرف المصير، ومن تشوه وجهه وجسده و أصبح مقعداً لا حراك ينتظر العون والفرج المعين.. مشاهد كثيرة مؤلمة.
هدنة قصيرة تمت بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية كشفت عن ستار سواد الحرب ليأتي بعدها حراك كبير وسريع.. المنظمات الإنسانية تتحرك لمد العون والمساعدة الإنسانية بكل ما ينهض بالحياة لمن تبقى على قيد الحياة على أرض فلسطين، حراك سياسي خارجي على كل الجبهات في محاولة لهدنة دائمة، ووقف الحرب والإشارة لتقرير المصير لأهل فلسطين.
وعلى الجانب الإقتصادي دراسات وتحليل عن مدى امكانية وقف الحرب استناداً على ما تكبدته اسرائيل من خسائر اقتصادية في حربها على غزة وشعب فلسطين، حيث تضرر عصب اقتصادها والذي كان صدمة قدرها البنك المركزي بخسائر اسبوعية تناهز 600 مليون دولار بما يقارب 250 مليون دولار يومياً وفق ما اشار إليه وزير المالية الإسرائيلي والذي بسببة اغلقت مؤسسات حكومية وشركات وقلصت عدد العمالة وزادت من الضغوطات بسبب عجز الميزانية التي قدرت بقيمة 229 مليار شيكل أي نحو 6 مليارات دولار لإرتفاع نفقات تمويل الحرب في قطاع غزة، واستغلالها احتياطي العملات الأجنبية لأول مرة في تاريخ اسرائيل بنحو 8.2 مليار دولار، اضافة الى انخفاضها الحاد في اسهم كبريات الشركات الاسرائيلية في البورصة وغيره الكثير…. فهل سيكون هذا المؤشر الإقتصادي ردعاً لإسرائيل عن مواصلتها الحرب على فلسطين واستمرار الهدنة بسلام على الشعب المسكين .
أم سيتصدر هدف اسرائيل المتمثل في القضاء على حماس كمهمة مشروعة وهو الطريق الصعب كما قالها الرئيس الأمريكي “بايدن”حيث المواصلة في الحرب بعد الهدنة المؤقته التي رضخت لها والتي اعتبرها المحللين بأنها لصالح حماس بشروطها المفروضة وقوتها المرصودة، لكسبها التعاطف الدولي وقلب كل الموازين على اسرائيل ومكانتها مع حلفائها الآوربيين والغربيينوالذين حملتهم خسائر فاقمتها حرب اوكرانيا مع ورسيا، حيث لم تكن الهدنة لصالحاسرائيل، والتي تعكسها تصرفاتها بالإختراقات لإتفاقيات الهدنة المؤقته والتصرفات غير المتفقة بالإعتقالات التي تقوم بها.
وغيرهم من قال لا خاسر ولا رابح في هذه الهدنة المؤقته حيث الحرب التي أضرت بالكثيرفقد تكون هذه الهدنة فرصة لمراجعة حماس واسرائيل لترتيب أوراقهم العسكرية والسياسية والإقتصادية لمواصلة الحرب بعد الهدنة المؤقته حيث استعداد حماس لأرض جديدة للمعارك، واسرائيل لخطط معدلة لتدارك خسائر، والجميع يترقب …الحرب أم السلامأمان الأمة العربية والعالم جميع.
قصص أسرى وشهداء ومرضى واسر وحالات وأفراد وفئات وجماعات بمشاعر مختلفة ومختلطة برسائل متنوعة ايمانية ودينية وسياسة واقتصادية واجتماعية وانسانية تعجز الكلمات عن رصدها وكل المعاني والعبارات نجملها في أن العالم كهل وهو يشاهد الدمار بعد حرب عسكرية ومنها الى ثقافية فكرية ومن ثم عولماتية وبيولوجية وبعدها فايروسية وكوارث طبيعية وحروب متنوعة حيث تبدأ الدورة من جديد الى عسكرية وبأساليب مطورة تكنولوجية ..وكلها لا تعطي فرصة لترميم النفس البشرية صحيا ونفسيا واجتماعيا واخلاقيا ودينيا وثقافيا وغيره… فمن يكون هذا العالم فنحن لا نحتاج الى حلول مؤقته نحتاج الى حلول دائمة ومستمرة لا الدمار والخراب واستنزاف المال والإنسان يجدي من هذا الحراك ولا رسائل مبطنة يطلقها الإعلام مع الداعين للحرب ككلمة قالها آحد القياديين ” الشهداء ليسوا مقابل 39 أسيراً وكل شهيد له قيمته ككل اسير بقيمته”.