نشاطات

من أدبيات – انوار الانوار

همسة سماء ألثقافه رئيس قلم ألتحرير  أ-فاطمه ابوواصل أغباريه ,,كوبنهاجن,,

فضحتني قهقهتي فوق جثمان أبي المسجّى. أنا المصعوقة برحيله، سرقَتني مراقبة تimageلك السيدة التي تنتظر بشغفٍ موتَ أحدهم كي تجد مسرحًا لاستعراض دروسها الدينية الفجّة. تخيلتها في مسابقة “سوبر ستار العزاء”، وهي تنتشل مواعظها من متابعة لتفاهات “روتانا دين”، قناةٍ تصوّرتها منبعًا لهذا التسطيح للمعاني ولصورة الخالق . ورحتُ أرسمها في خيالي نموذجًا مسكينًا لأولئك الذين يظنون أنهم التقطوا الله الذي ضاع من وعي سواهم، ووجدوا في بيوت العزاء ميدانًا لتخويف العميان عن الإيمان.
وفي جلسة لمحاكمتي مرةً،كنتُ أتلذّذ بالاستماع لفبركات وكذب خصمي، وأنا أفكّر كم كان سينجح لو اتّخذ من كتابة السيناريوهات مهنةً وصنع لنا رواياتٍ وأفلامًا مدهشة. لم تراودني غيرةٌ لضياع قضيّتي، قدرما غرتُ من كونه كان سيهزمني لو اشترك كلانا في مسابقةٍ أدبية مثلًا. أنا التي اقتنعت كلّ عمري بأنني كاتبةٌ مبدعة. نسيت قضيتي وأنا أفكر في إبداعه الذي أبهرني وجعلني أعيد حساباتي في مواهبي الأدبية حتى نسيت الردّ على ادّعاءاته.
لماذا أقول هذا؟ كي أدلل فقط على لذّتي الكبرى في تأمّل النماذج البشرية من حولي، حتى غدت الحياة عندي ليست أكثر من تجارب لممارسة ذاك التأمل.
يحضرني هذا وأنا أحاول فهم عقلية بعض الرجال المؤمن بأنّ المطلّقة بالضرورة جائعةٌ جنسيًّا وأنّها مثل أرضٍ عطشى تتلهّف لأيّ انهمارٍ منه، بينما هو ذاته يناقض الفكرة ويدلّل على عكسها، إذ لم يرتوِ من زواجه ولا من عشيقاته، وما زال يتربّص بمطلقة يظنّ أنها بحاجة إليه، غير منتبهٍ أنّه نفسه دليل على نفي أية علاقة أو ارتباط بين الزواج وبين الشبع والارتواء الجنسيّ.
لذيذٌ هو نموذج الرجل العربيّ الذي يعتنق فرضيّاتٍ باطلة، دون أن يفكر ولو للحظة بمرآته. لذيذٌ هو التأمّل حين يمنحنا ضحكةً مقهقهة لا تحرجنا أمام زوّار بيت عزاء.
لذيذٌ بيت العزاء أصلًا حين نقيمه لعقلٍ سلّم نفسه لمواتٍ فكريّ وإنسانيّ ، كانت تكفيه لحظة صدق ليعتنق نقيضه.

مقالات ذات صلة

إغلاق