رمز القوة النسر ورمز الجمال الزنبق، أصبحت شعارات لأغلب الدول دليلا على التأثير العالمي للكنعانيين
في الأعلى صورة لعملة الشيقل الكنعاني، وهي عملة كانت متداولة في فلسطين في حوالي عام 3000 ق.م، وكان يتم تحديد وزنها بثقل 32 حبة شعير، وحتى أسمها يعود لكلمة (شقل) أي وزن ومن كلمة (شقل) أصبحنا نستعمل كلمة (ثقل) في دلالة على الوزن.
–
ونلاحظ على وجهين العملة شعارات كنعانية قديمة، وأما النسر فهو شعار كنعاني قديم يدل على القوة، ويرمز أيضا للشمس ولإتصال الأرض بالسماء، وللباحث على الخلود، ويشير لحب الفلسطيني القديم لسمائه نتيجة إنتشار هذه النسور الذهبية أنذاك بعكس اليوم للأسف، ووصل هذا الحب لدرجة قيام الملك هيرودوس بنشر تماثيل لنسور ذهبية في أنحاء فلسطين، ولقيامه بحرق 40 شخص لتدميرهم أحد هذه التماثيل.
–
وأما على الوجه الآخر للعملة فنرى شعار زهرة الزنبق وهو شعار كنعاني قديم يدل على الجمال، ويرمز إلى النقاء والعفة، ويشير لحب الفلسطيني القديم لأرضه نتيجة إنتشار هذه الزهرة في أراضي فلسطين أنذاك، وما زلنا نرى هذه الأزهار الجميلة في الوديان ومناطق فلسطين الطبيعية.
–
وأما اليوم فقد قامت إسرائيل بسرقة هذا الإرث التاريخي، وأصدر عملة بإسمها وحافظت على شعار الزنبق وإعتبرته من شعاراتها تماما كما سرقت الأرض، رغم أن هذه العملة مثبت تاريخيا أن زمنها يسبق روايتهم التوراتية بقرون كثيرة.
–
وأما التأثير العالمي لهذه العملة القديمة والذي يدل على مدى إثراء الحضارة الفلسطينية القديمة للتراث الإنساني فنجده في شعارات الدول، فقد إنتقل هذا الشعار إلى الرومان ومنهم أصبح رمزا للكثير من الدول الأوروبية، وكما أنه إنتقل لباقي بلاد العرب بصيغة صقر قريش وبصيغة نسر صلاح الدين ليصبح شعارا لأغلب الدول العربية.
–
وأما زهرة الزنبق فقد إنتقل مع الكنعانيين الذي هاجروا من أرض كنعان وأقاموا الإمبراطورية القرطاجية في المغرب العربي، واعتمدوا شعار الزنبق في عملاتهم في دلالة واضحة على حبهم وإنتمائهم لأرضهم القديمة، ومنهم إنتقل هذا الشعار إلى أوروبا فنجد هذا الشعار معتمدا في فرنسا الملكية وفي البوسنة وبريطانيا وفلورنسا وغيرهم
***** المصادر:
1) Its Origins and Meaning, Michel Pastoureau
2) Flaggen und Wappen der Welt, Karl-Heinz Hesmer
3) الآلهة الكنعانية، خزعل الماجدي
******************
كتب بقلم:
المؤرخ تامر الزغاري
******************
