اقلام حرة
يوم العمال …رجلا وامرأة واعملوا ! بقلم : عائشة الخواجا الرازم
قال الله سبحانه وتعالى : وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون !
وقال صلاة الله وسلامه عليه …وما ينطق عن الهوى : إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه !
فالمرأة عامل والرجل عامل ، والعمل هو الأمانة في الجسد ، إذن هو نور التكوين المخلوق. وكل من فصل العمل لنصفين هذا عمل للرجل وهذا عمل للمرأة ثم يفرز أمانة الحياة بينهما ، عليه أن يعود لسيرة خولة بنت الأزور… ومناضلات الإسلام وشهيدات فلسطين ونساء الأرض الواقفات بالعمل ،، ومرابطات القدس الشريف ومناضلات فلسطين .
وأين المرأة هنا ؟
سؤال يجيب عليه الكتاب الكريم … القرآن الذي دعانا جميعاً للعمل دون تخصيص …وليس في خلدي أعظم من الكتاب مرجعا للمساوة في العمل . لكنه وتحت ضغوط الفرز والتقسيم وعنصرة الخلق أضحى الكتاب المكنون مرجعا للمرأة الغربية التي تمكنت من النهوض على رؤوس النساء اليعربيات !!!
فقد نهضت المرأة الغربية في كل مناحي العمل والقيادة !!!
نهضت الأمم وما زلنا تحت النهوض لسنوات ضوئية …ونقول ضوئية لأن العمل هو الروح التي تضيء الأوطان … وكذلك فإن الوطن هو الجسد ، فالأمم التي تنطفيء ، فإنما هي تنطفيء بسبب إهمال شحن روح الجسد بالعمل ! والعمل لا يضاء إلا بيدين اثنتين ، هذه تقدح وتلك تشد السراج من الانزلاق .
تراجع الأعراب لأنهم ينسون أن الروح التي تضيء الجسد تحتاج للشحن الموصول !
ولا يشحنها سوى الحركة والعمل الدؤوب !
إن الجسد أروع ما فيه أنه إناء ثمين تسكن فيه الروح ، وتلجأ إليه ليوم مصافحتها لذلك الإناء … تلك الروح التي قال الله فيها سبحانه : ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون ، والجان خلقناه من قبل من نار السموم ، فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ) …. إذن هو الإنسان …رجلا وامرأة …ومنه نور وحوله نور ندي صاف ، ليحفظه صاحبه ويشحنه ويبثه بكل أنوار الحياة وتدبيرها ، ونارها وجمرها ليعيش الجسد قادراً على احترام تلك الروح الكامنة بوهج الله ونور اليقين في جسد اسمه حمأ مسنون !! فإذا برد وتكاسل خبت جذوة عطائه وأثر نور جمره . وعتم حوله ..
الحمأ المسنون يحتاج لحرارة دائمة تشد أوصاله ( المراة والرجل ) كما تحفظه من التشقق والتشظي وتلحم كسوره كما يحتاج لبرودة وندى يوازي تلك الحرارة فيترافق الماء والنار في الإناء …وتلك معجزة روعة إناء الروح رجلا وامرأة …
وهنا نعثر على المعادلة بأنه لا تصنيف ولا فرز في الأرواح بين روح رجل وبين روح امرأة من حيث النور والحرارة !!!
وكل ما هنالك أن الخاسر هو الممتقع الكسول الخامل الآكل الشارب الهارب من فنون الحياة وأماناتها …
نعم …تحزن الروح وتستعجل العودة إلى نافخها العظيم طبعاً بقدرة وإرادة الروح العظمى الأولى …
ويظل الإهمال وإعدام الطاقة الإيجابية المنيرة بحجة الإستراحة الفضلى للمكان هو مصدر خوف وتعب ثقيل لغرفة ( الروح ) وخاصة حينما تتوثب الروح وتصرخ بحاملها أن يهب ولا يهب .. وتبدأ بالانطفاء تدريجيا حينما لا يهب ولا يهب …
ويصنف ويزن الخطوات والحركات هذه ، وأخطرها حينما يبدأ بالفرز والتصنيف قائلا: هذه تناسبني وهذه لا تناسبني… ويوزن النور في سراج قلبه ويخشى نفاذه والله قد اعطاه في الروح الداعمة مصدراً يمده بالنور لو أحسن استقبالها وأضاء على الآخرين من كل جهات إناء الروح … وأضاء كون الله بشحنات روحه المتوهجة في جسده العامل النشط ..
فالإنسان سواء الرجل أو المرأة الذي يظل يحسب ويعد مسامات فتيلة الزيت في السراج … ويحسب شحنات جسده ويعدها ويبخل بها ، يظل الويل ضاربا لجسده ومحيط جسده من موئل وبيئة ومحيط وحضارة وانتشاء بين الأمم . ، ويمتد الويل حتى يخترق موطنه ، وتظهر علامات الكسل والتثاقل والبخل في العمل على حياته ومجتمعه …
فالخمول والتعنصر في العمل واستخفاف الثقيل واستثقال الخفيف من بناء الأمانات ، يفتح عيون النشطاء الأعداء على التهام جسده واستغلال شحنات الروح فيه وفي وطنه !
نعم … تستحي الروح من أهل النكوص والخمول رجلا وامرأة ، وتستدير بتثاقل محزن غير سعيدة بغرفتها ( وطنها ) المتخمة بالتدابير السالبة .التي تحسب الخطوات حسبة ناكر لنعمة النهوض.. موجوعة أمام بارئها لسوء استخدام صاحبها لأمانة النور !!!
طبعا ينعكس انطفاء الروح على كل محيط الجسد ( الوطن ) وهذا مع الأسف والخسارة ما أودى بأمتنا نحو هاوية الظلام … فانحدرنا … وتعثرت خطواتنا وتدحرجت أجسادنا في سحيق تتلمسه الأمم … تنهبه ولا تشفق على الكسول الثقيل الخطى..الكسول الناكر لنعم الله التي أورثها له في الأرض وقدسها … واشتغل استخفافا بالروح… فاحترقت فتيلة الإشعاع بين الأمم وسمي الشعب الكسول رعاع !
فلربما تكون تلك الروح المهملة هي الفلاشة (USB) التي حملت طاقة الجسد الذي استضافها وركنت إليه ، فانتقلت لغيره راضية مرضية …قد عرفت ان حاملها لم يقدرها ولم يشكر مانحها بالعمل لصيانة كرامة نور جسده الذي أصبح وطنه بين الخلق ! الوطن الذي استهتر به واصطاده أعداؤه ، حيث لم يتقدم بالشكر لخالق الروح والكون العظيم بالعمل والنهوض وحراسة الأرض وذاك العرض .
ولا يسعنا إلا أن نتذكر الآية الكريمة ( هو الذي انشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون )…