الرئيسيةمقالات

اغتصبواالفتيات الثلاث ومن ثم اطلقواالنار عليهن / قرية هونين شمال فلسطين

كتب المحامي جهاد ابو ريا


الجنود الإسرائيليون كانوا يراقبون المنطقة القريبة من قرية هونين شمال فلسطين، من بينهم كان الأخوان إبراهام ودانيال بخار، ومناحم شولمان، ويتسحاك حوفيري. رأى إبراهام الصبايا الثلاثة ( وفي مصدر أخر “أربعة نساء” ) عن بعد، وعرف أنهن عربيات، فلباسهن الأسود الطويل يشي بذلك، لمعت عيناه شراً، وامتلأ قلبه حقداً، فهذه ساعته للانقضاض على الصبايا الثلاث، والانتقام لقريبه الذي قتل قبل عدة أيام في معركة قرب تل العزيزات القريبة من صفد.

فاجأ الجنود الصبايا الثلاث وانقضوا عليهن. لم تكن أمامهن أي فرصة للهروب، فالجنود في كل مكان يصوبون البنادق باتجاههن. شعر الجنود بنشوة كبيرة وهم يقودون الصبايا الثلاثة شمالاً باتجاه معسكر الجيش. بعد نصف ساعة من السير على الأقدام أمر ابراهام الصبايا الثلاث بالوقوف، ثم طلب من كل واحدة منهن أن تختار الطريقة التي سيغتصبها بها الجنود .لدى سماع هذا الكلام، قهقه باقي الجنود بصوت عالٍ، بينما تسمرت الصبايا الثلاث في مكانهن.

اقترب دانيال من احدى الصبايا، فانقضت عليه صديقتها وحاولت منعه من لمسها، فأطلق عليها مناحم النار. حاولت الصبايا الأخريين الهروب، لكن الجنود كانوا أسرع منهما.

اغتصب الجنود الصبايا الثلاث، لم يمنعهم من ذلك الدماء التي كانت تسيل من رجل إحداهن، ومن ثم قاموا بإعدامهن بالرصاص، وألقوا جثامينهن بجانب الطريق، واستمروا في طريقهم إلى معسكر الجيش وكأن شيئاً لم يكن.

بعد عدة أيام، علم قائد المعسكر بفعلة جنوده، فقام بإرسال عدد من الجنود إلى الموقع، وأمرهم بدفن الجثامين لإخفاء الجريمة. من بين الجنود الذين شاركوا في عملية نقل ودفن الجثامين كان يعكوف غرينفلد، يوسف بن موشي، تسيون بن زخاريا، وموشي بن يهودا.

في شهادته قال تسيون بن زخاريا إن الجنود وجدوا جثاميناً لثلاث نساء فقط، كن يلبسن ملابس سوداء، وكانت تخرج منهن رائحة كريهة، وتم دفنهن بملابسهن في قبور عمقها نحو سبعين سنتيمتراً، أما صديقه موشي بن يهودا فيضيف أنهم استمروا بالبحث عن جثمان المرأة الرابعة، ووجدوا بعد عدة أيام جثمانها متحللاً فقاموا بحرقه.

في التاسع والعشرين من شهر تموز لعام 1948، زار وزير الأقليات والشرطة الإسرائيلي كيبوتس كفار جلعادي، الذي يقع على بعد بضع كيلومترات من قرية هونين، والقائم على أراضي قرية خربة طلحة المهجرة ( تل حاي ) ، واجتمع هناك مع المسئولين الصهاينة في المنطقة. أحدهم يدعى ناحوم هوروفيتس، وهو أحد الصهاينة البارزين آنذاك. في هذا اللقاء أخبر ناحوم الوزير أنه قبل وقت قصير ألقى رجال الجيش القبض على أربع نساء عربيات، فاغتصبوهن وقتلوهن. تحدث ناحوم عن أربع نساء، وليس فقط عن ثلاث.

لا نعرف إذا كان أكثر تفصيلاً، لكن هذا ما تم توثيقه، وتسجيله في بروتوكول اللقاء. شارك في اللقاء نفسه عامنوئيل فريدمان، مسئول الأقليات في منطقة صفد، الذي تم توثيق حديثه في البروتوكول. يقول إنه توجه إلى المسئول في وحدة “عوديد” العسكرية، وهذا وعده في التحقيق بالموضوع، يضيف عامنوئيل أن “العرب في المنطقة يعلمون عن اختفاء النساء الأربع لكن لا يعلمون ما حل بهن”.في العاشر من آب من العام عينه، عقد اجتماع في كيبوتس كفار جلعادي بين أهالي هونين، والمسؤولين الصهاينة. مثّل أهالي هونين في هذا اللقاء أربعة من وجهاء البلدة وهم شاكر فارس، ومحمد واكد، ومحمد الشاعر، ومحمد برجاوي، وشارك من الطرف الثاني عامنوئيل فريدمان. في اللقاء، طالب وجهاء القرية السماح لأقربائهم الذين هجروا قبل ثلاثة أشهر بالعودة إلى بلدتهم. تعهد عامنوئيل نقل طلبهم إلى المسؤولين عنه مع توصية بالاستجابة إلى مطلبهم.

التقي وجهاء القرية مع ممثلي الصليب الأحمر، وأخبروهم أن عامنوئيل قد وعدهم بإعادة أقربائهم المهجرين، وسلموهم قائمة بأسماء أهالي القرية، وطلبوا منهم إيصال الخبر المفرح إلى أقاربهم ليتحضروا للعودة. إلا أنه فجر اليوم التالي، وبتاريخ الثاني من أيلول، أصدر الجيش الإسرائيلي أمراً بمهاجمة قرية هونين، وبحسب الأمر فإن “الهدف هو مهاجمة القرية، وإعدام عدد من الرجال، وأخذ الأسرى، وهدم عدد من البيوت، وحرق ما يمكن حرقه”، ويوصي الأمر بتزويد الفرقة التي ستهاجم القرية بمائتين وخمسين كيلوغراماً من المتفجرات. أما نقطة تنفيذ الهدف، فهي “منارا” والهجوم على القرية من جهة الغرب إلى الشرق.

هاجم القرية جنود وحدة “البلماح” بقيادة الضابط “يغآل الون”، ضمن عملية يفتاح لتطهير الجليل الشرقي، وأعدموا فيها عشرين من أبنائها، ثم هدموا بعض البيوت، وحرقوا ما يمكن حرقه.أما من بقي حياً، فتم تهجيرهم شمالاً، وأزيز الرصاص فوق رؤوسهم.

خلال محاكمة الجنود، أمر الطبيب الشرعي الإسرائيلي بإخراج جثامين الصبايا الثلاث من القبور ليتم فحصها. في تقريره، يقول الطبيب الشرعي إنه يقدر عمر الأولى خمسة عشر عاماً، والثانية عشرين عاماً، والثالثة أربعين عاماً. لقد تم اغتصابهن جميعاً، وبعد ذلك تم إعدامهن.

لقد تم إعدام الصغرى بإطلاق الرصاص على جبهتها، أما الوسطى فقد تم إطلاق الرصاص على رأسها من الخلف، بينما لم يتم التعرف على طريقة إعدام الثالثة. لقد كان رأسها مهشماً بالكامل.

اعترف الجنود الأربعة أمام المحكمة أنهم اغتصبوا النساء، وقاموا بإعدامهن انتقاماً لمقتل جندي قريب لهم في منطقة تل عزيزات. لكن رغم ذلك، برأت المحكمة الجنود القتلة المغتصبين، وعللت ذلك أن النساء اللاتي تم إغتصابهن، وإعدامهن، هن مجندات عربيات!

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق