الدين والشريعة

العبادة / محمد صبيح

خضوع وانقياد وامتثال وقنوت لله الذي اوجب على عباده الطاعة والقيام بالمهام والتكاليف التي اوحبها وفرضها على عباده للفوز بمرضاة الله ورضوانه والنجاح في الاولى والاخرة ولما اعد لهم من منازل عالية ومراتب سامية ورضوان من الله وفضل . ومنازل القرب في جنات النعيم التي اعدها الله لهم وهداهم الى صراطه المستقيم ومنهاجه القويم …………
ومفردات العبادات كثيرة متعددة وهي كلها تؤدي الى السبيل المستقيم والطريق المنير . منها الصلاة والزكاة الصيام والحج وهي عبادات ظاهرة وباطنة خفية وجهرية وفي جملتها تحض على الاخلاق الفاضلة والسبل الكريمة والمعاني النبيلة .حيث تتوزع هذه العبادات والطاعات بين الاعمال الصالحة والمعاملات الطيبة قملا وقولا وسلوكا ولفظا واسمى هذه الطاعات واجل العبادات ما كان بين العبد وربه من صلاة وقيام ودعاء وتفكر وتامل وانعقاد القلب والنية وتصديق القلب وانقياد الحوارح هذه كلها مجموعة ومنفردة مقاصد العبادة والطاعة التي تؤدي الى ما اعد الله لعباده هؤلاء الموسومون بهذه السمات والمتصفون بهذه الصفات والعاملون الاعمال البارة الصادقة فالصلاة ظاهرة جلية والزكاة والحج اياته ظاهرة .لكن الصيام مدرسة اخلاقية عالية الدرجة رفيعة المنزلة تتلقى فيها النفوس الاستقامة وتتدرب على مكارم الاخلاق وفضائل الاعمال وتوثق بحبل الله المتين فتزكو النفوس وتسمو المهج والارواح وتشرئب الافئدة الى بارئها وتطمئن القلوب بالذكر وتنبل الغايات وتبر الاعمال وتنقى الابدان من الادران وتطهر الثياب فيفوز المرء برحمة من الله ورضوان وتوفيق منه ورعاية فيكون في اعلى عليين ….
فالصوم ليس الكف عن الطعام والشراب فحسب وانما لتحقيق مقاصد هذه الطاعة الكريمة وغاياتها الشريفة ………….
فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم……..لو تعلم امتي ما في الصوم من فضل ورضوان لتمنوا السنة كلها رمضان………….
مدرسة اخلاقية سامية شريفة المقصد نبيلة العمل ندية الصفات متينة العرى قوية الرابط عذبة العبادة والوصال ممتعة الرحاب تتقلب النفوس والارواح في هذه الرحاب الطاهرة النقية وتتمتع باطايبها وملاذها وتترد في اعطافها التي تبهج الافئدة وتلذ الاسماع والقلوب وتنتشي النفوس وتنشرخ الصدور …… …….. كلها معاني ومكارم ومغانم ينفرد بها الصيام على سائر العبادات …………
اما قد هاجت في نفس الشاعر هذه المشاعر الايمانية وفاضت نفسه وقريحته يلتمس مافي رمضان من رضى ورضوان وقرارة نفس وصلاخ بال واطمئنان قلوب ومتعة العبادة والانغماس في هذه المتعة والملاذ
ففاضت روحه وقريحته وانشد قائلا عند رحيل رمضان . فقال.

اذا بكت العيون على عزيز
فشهر الصوم اولى بالبكاء

قد كنا فيه في ارغد عيش
وكان الوقت منا في هناء

وكنا فيه للقران نتلو
ونرجو العفو من رب السماء

فركعات القيام عليه تبكي
لفقد صلاتهابعد العشاء

فلا اوحشتنا يا شهر فضل
فقد اوحشتنا بالانقضاء

ولا اوحشتنا يا شهر تقوى
ففيك الفضل منهل السخاء

فلا تشكو لربك ما فعلنا
من الاوزار مع قبح اجتراء

فانا قد فعلنا كل ذنب
تعالى في التصعد للسماء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق