المبدع المتميز الصاعد

ومن الحب ما قتل!!بقلم الكاتبه/ فداء محمد عبد الجواد

 

واقع ممزوج بحكايا الخيال وأحلام ترسمها مع حبيب ولهان،، هذا في زمن من الأزمان.. فالحب سمة من سمات الإنسان تترسخ في القلوب قبل العقول..

يروي منذ عام 1450م أنه توجد شجرة عظيمة الشأن، ضخمة الحجم، يستظل في ظلها الناس في عبسان من المنطقة الشرقية لخان يونس، ولها قصة ولا ألف ليلة وليلة، تدور أحداثها حول الحبيب والحبيبة اللذان استظلا تحت فروعها، لتنسج لنا واقعًا مرسومًا بآهات وويلات..

هذا ما حدث مع “جميل وجميلة” اللذان أحبا بعضهما حبًا جما، ليتحديا قوى الشر المترسخة  في عقل والدها، حيث تقدم جميل لخطبتها مرارًا وتكرارًا ليكون الرفض إجابة محطمة لكيانهما، وكان والدها يخطط لإبعاده عنها مهما كان الثمن، فصار همه الكبير بأن يطلب مهرها الثوب الهرمزي القرمزي من الهند، وهذا الطلب من المستحيل أن يتم بسهولة، ولشدة حب جميل لجميلة قرر ووافق على طلب والدها دون أن يفكر في عواقب وخطورة السفر إلى الهند، وأخذ يجهز نفسه للسفر تاركًا حبه وراءه، وسافر مع إحدى القوافل المغادرة، وتحدي الصعاب وسابق الرياح ليأتي بهذا الثوب المميز لخطيبته المحبوبة، وعندما علم والدها بقدومه ومعه ما طلب، قام بذبح خروف ووضعه في قبر كتب عليه اسم جميلة، وأوصي الجميع أن يؤكدوا وفاتها لجميل، وسافرت جميلة ووالدها إلي الناصرة، ويا لخيبة أمل الحبيب عند عودته ليجد حبه المجنون مُلقي تحت تراب مبلل بقطرات الماء، وأخذ يتحسر ويتعذب من لوعة الشوق والحب، وظل همه الأكبر الدفاع عن قبر حبيبته جميلة..

مرت الأيام والليالي على جميل وكأنها سنوات جفاف، وفي هذه اللحظات كانت جميلة تحاول إرسال قصائد كثيرة له لتدله على مكان تواجدها، ولكن دون جدوى، وفي أحد الأيام طلبت من عجوز بإيصال رسالتها إليه، وبالفعل وصلت إلي جميل ليسارع أنفاسه، وأخذت روحه تقوده إليها ليطلبها مرة أخرى، ليجد الرفض حليفه للمرة الثانية..

 كاد مشواره فاشلًا بسبب والدها، ويقوم قلب الشر (والدها) بتجنيد الشباب لقتل جميل مقابل زواجهم من جميلة، وبالرغم من كل هذا إلا أن قوى الحب انتصرت بجمعهما، وقررا الهرب والزواج بعيدًا عن الأب الذي لا يرحم، وبعدما تزوجا قرر والدها قتلها، فأرسل من يقتلها، ولكن القدر عكس مجري الأمور، فأصيبت بقدمها ومرضت وأخذ يعالجها جميل، فقال لهما الطبيب أن لا يتعايشا كزوجين لمدة أربعين يومًا وإلا سيلقيان حذفهما إلى الهاوية، وحاولا فعلاً واستمر الأمر حتى جاء اليوم التاسع والثلاثون ليجتمعا من حرقة الحب وعذاباته، وفي برهة اقتربا من بعضهما ليكون الموت من مرضها نهايتهما معًا على فراش الحب تحت ظلال شجرة الحب العظيمة..

مقالات ذات صلة

إغلاق