اقلام حرة

التكافل ليس جديدًا ولكنه عتيدا

أثمرت الجهود المجتمعية بالفترة الأخيرة عن ايجاد وتائر للمساعدات المادية والعينية للمواطنين الذين ضاقت بهم الظروف أصلا لتأتي ظاهرة الكورونا ايضا وتعطي ضغطًا مضاعفًا لعوزهم… كثيرة تلك النفوس التي تتعفف وتتحمل جلد ذاتها ولكن في مجتمعنا أيضا وسائط الاستشعار تتفوق على تلك الحالات من الإخفاء لان الضمير الوطني والوازع الديني ومنظومة القيم الفلسطينية تأبى الا ان تكون الحل المناسب في مثل هكذا ظروف وأوضاع تتزايد خطورتها وتتعقد إجراءتها ، فكان لأصحاب النخوة سبيلهم في انفاق ما يستطيعون املا وعملًا بتحقيق عدالة اجتماعية لا يجوع فيها معوز ولا تجرح كرامته من هذا الباب … هنا في جنبات هذا الوطن مدنًا وقرى ومخيمات تشكلت لجان الطواريء لاهداف شتى ولكنها أعطت الإغاثة بالمأكل والمشرب هدفًا رئيسًا وسعت الى تحقيقه من خلال الأيدي البيضاء واهل الخير اجمعين ، فكانوا قدوة لشعبهم في تجاوز هذا البعد الأنساني الحساس. لقد تكاتفت الجهود وأثمرت النتائج وكانت انموذجا ليس غريبا ولكنه عاجلا ومتناسبا مع غصة الوباء فاستظل الكل شجرة وارفة الظلال تسقى بالانتماء وتكبر بالمسؤولية وتتجلى ببعد اجتماعي فريد…. ليس من باب المديح أوجه شكري لهم فالله احفظ لهم مني، ولكني استشعر احترامهم بذاتي وأتنفس الصعداء في مثل هكذا ظروف ليخرج علينا أناس ديدنهم البذل والعطاء، فكانت الأهداف منشودة والنتائج طيبة والاعتزاز بهم ماجدا…لقد توارث شعبنا هذه الوتائر عبر تاريخ طويل وتطورت لتتغلب بكل كبرياء على المواقف الضاغطة .. منذ النكبة وليومنا هذا ونحن شعب يطعم الجائع ويسعف المكلوم ويؤثر الغير ويقدم الخير …وستبقى عجلة الخير تسير وسط افاق لا حدود لها وعناوين لا حصر لها لأن الإحساس المرهف بالمسؤولية المجتمعية عنوان بارز في خضم الأحداث وتاج فخار يمتشقه الفلسطيني ويتوشحه كما كوفيته وما لها من دلالات الصمود وكبرياء النضال وجميعا تقع على خط متصل يتجمع من حوله الشرفاء والعظماء من شعبنا في شتى اصقاع المعمورة. … فيض محبتي لكم ولجهودكم ودمتم املا لشعبكم… والله ولي التوفيق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق