إنجاز فلسطين

“لمة صبايا” مطعم خاص بالنساء في خانيونس.

نقلا عن المشرق نيوز

غزة / احمد السماك
في مطعم لا تتجاوز مساحته 100متر، طُلي بالزهري والبنفسجي والبيج، تعمل فيه خمس سيدات، لخدمة زبائنهن من النساء فقط. خطرت الفكرة لأول مرة في ذهن إيمان أبو علي (28عام) قبل عام، عندما كانت تبحث وصديقتها عن مطعم قريب في بلدة عبسان الكبيرة شرق خانيونس، حيث سكنهن، فلم يجدن.

أردات أن تسد حاجة نساء بلدتها، فعرضت الفكرة على زوجها؛ فشجعها، ثم انطلقت بعدها في “رحلة عذاب” للبحث عن ممول، لتنفذ مشروعها. طرقت عدة مؤسسات صغيرة وكبيرة، لتمويل المشاريع، فكان الرد إما الرفض، أو “بدك واسطة”، وأفضل رد تلقته هو أن تحصل على مبلغ خمسة آلاف دولار؛ شرط أن تدفع فائدة قيمتها 2500$.

لمة صبايا 4.jpg

اقرأ أيضاً
عادت أدراجها خائبة، وبعد أسبوع، أخبرها زوجها الذي يعمل طبيب أطفال في غزة، أنه سيدعمها بما يقدر عليه. تكمل إيمان قصتها لـ”المشرق نيوز”: “اضطريت أن أحفر في الصخر عشان أقدر أجمع مبلغا أقدر أبدأ فيه لأن المنطقة إلي أنا فيها بدها مشروع زي هيك. بعدين قعدت أعمل دراسة جدوى ودراسة تسويقية للمشروع تقريبا لمدة سنة. وعملت استفتاء على مجموعات خاصة بسكان منقطتنا عبر الفيس بوك ولاقيت اهتماما وقبولا للفكرة، فذهبت بعدها لشركة محلية للتشطيب، ودفعت لها دفعة مالية (لم تحددها)، على أن أسدد المتبقي كدفعات”.

وما إن أعلنت إيمان وهي أم لأربعة أطفال، عن قرب افتتاح مطعم “لمة صبايا” عبر الفيس بوك، حتى انهالت التعليقات الإيجابية والسلبية عليها. لكن زوجها كان الداعم الأول فيها، وقال لها: “شو بدك في كلام الناس، أنا وأهلك معك”. وما شجعها أكثر هو أن نساء منطقتها يحتجن على الأقل لـ15 دقيقة للوصول إلى مركز خانيونس إن أردن الذهاب للمطعم، والكثير من الأهالي يمنعون نساءهم من الذهاب وحدهن، على حد قولها.

لمة صبايا3.jpg

وتقول الريادية: “افتتحت المطعم يوم السبت الماضي، وكان الإقبال مرضيا. والزبائن قلن لي وفرتي علينا وقت ومواصلات، والمكان قريب وحلو وبنفرغ فيه طاقتنا السلبية… بنفس اليوم أجوني سيدات قالولي إحنا بنعمل مشغولات يدوية ممكن نعرضها في المطعم من خلالك؟ فوافقت… حاليا عندي في المطعم خمس موظفات، ولدي سيدتان تعملان كشيف، إحداهن كانت تعمل من منزلها طيلة 7 أعوام”.

وتشير إيمان التي كانت متطوعة لعدة سنوات في بلدتها، وكان لها فريق شبابي يقوم بجلسات تنشيط وتفريغ نفسي للأطفال، إلى أنها تريد أن “تكسر القوقعة إلى نساء البلدة محطوطين فيها ومش عارفين يطلعوا منها. بعرف كتير بنات ناجحين في الأكل، أخواتهن مش راضيين يخلوهن يفتحن محلات، بعرف وحدة من خانيونس بيجيها طلبات أكل من غزة، لكن أهلها رافضين يخلوها تفتح محل”.

يقدم المطعم لزبائنه أكلات غربية وشرقية، ولا يوجد به سجائر أو نرجيلة. أما عن الأسعار، تقول إيمان: “ذهبت لمعظم مطاعم خانيونس، ووضعت الأسعار لأكون أقل منهم جميعا، فمثلا: لو الساندويش برا بـ14ش، عندي ب12ش. كاسة العصير الطبيعي في المطاعم الأخرى بـ12ش، عندي 7ش”.

وما لفت نظرنا هو أن مديرة المطعم تخرج القمامة، وتنظف أمام المدخل بنفسها، “عشان ما حد يحكي على البنات إلي عندي”.

لمة صبايا2.jpg

وعن الصعوبات، تقول الريادية: “حاولت أن أتغلب على مشكلة انقطاع الكهرباء فاشتريت بطاريات، وإن شاء الله هجيب ألواح شمسية لقدام شوية” بالإضافة للتعليقات السلبية.

وتختم حديتها بالقول: ” في كتير بنات بارعات ف الرياضة، في الطبخ..إلخ، حلمي كل البنات إلى محطوطين في قواقع أن يخرجن منها”.

على الطاولة المقابلة لنا، كانت تجلس مريم أبو دقة (30عام)، تقول لـ”المشرق نيوز”: “أعجبتي فكرة المطعم إنها خاصة بالنساء، شفت كتير انتقادات على الفيس بوك، وكنت أرد عليها”.

تضيف وهي تصب كوبا من الماء لصديقتها المنقبة: “المكان بيوفر خصوصية للمرأة، وأي وحدة منقبة بتاخد راحتها… اليوم أول مرة أجي هين، والمطعم ما شاء الله. رحنا قبل هيك على مطعم في خانيونس، حسبلنا زجاجة المي ب5شيكل، هين ببلاش. الأسعار كتير مناسبة”.

يذكر أن معدل البطالة بقطاع غزة بلغ 52في المئة، وفق إحصائية لجهاز الإحصاء الفلسطيني العام الماضي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق