اقلام حرةالرئيسية

الإنسان_محور_الكون / حنان لعريض

“‏الصينيون أرسلوا شاحنات أقنعة طبية لإيطاليا، وكتبوا على الصناديق مقطع من قصيدة رومانية “نحن أمواجٌ من ذات البحر”
مشابه ذلك لمبادرة اليابان عندما تبرعت للصين في بداية الوباء عندما اقتبست من قصيدة صينية
“لدينا جبالٌ وأنهار مختلفة، لكننا نتشارك ذات الشمس وَ القمر والسماء”.
تلك تدوينة للأستاذ الحبيب الحاج سالم. وأرغب في تعليق فقد نشّطت ذاكرتي حول حوار حديث دار بيني وبين مختص نفسي. اقول نعم استاذي ما أروع الإنسانية ! نعم ما أروع الإنسانية عندما يؤمن بعمقها الإنسان المُتبصر والمُتعقل.. ما أروع الإنسانية عندما يكون للإنسان معنى لوجوده.. وما أقصى الفعل الإنساني حين يصدر عمن تمنحه أصدق ما لديك من حسن خلق وإخلاص وإكرام للذات البشرية لتكشف ذات يوم أنه لا يعدو أن يكون مجرد وباء او ورم ينخر ما فيك من قيم. وما عليك إلا بسرعةِ استئصاله لتجعل له نهاية لتحمي نفسك وتحمي باقي البشر من عدواه. لست أدري أي صنف من الكائنات أولئك الذين يستهزؤون بغيرهم ولا يعيرون الاخر قدره. أحيانا لا أجد جوابا سوى أنهم كائنات غريبة لا تنتمي إلى البشر والحيوان في عمقهم. ربما هم تمظهرات وباء او جنّ أو شيطان. مسكونين بعالم غريب لا تجد له تعريفا. يتلذذون بإهانة أنفسهم بتلك الممارسات المارقة عن الانضباط الإنساني. كم أحبّ محاسبة الله لهم وأن أشهد كيف سيجيبون عن اجرامهم في حق الآخر واعتدائهم على ضوابط الله.
لماذا تلك الفئة من المخلوقات لا تنتبه لتشويهها للذات الإنسانية بفعلها ذاك. لماذا تلك الفئات من المخلوقات تُحسب على الإنسان ولا تمت له بصلة. لماذا ولماذا. لأنهم من قال فيهم الله شرّ الدواب.. لأنهم لا يفقهون.. لأنهم لا يبصرون.. لأنهم لا ينظرون.. لأنهم لا يعقلون.. لأنهم اعتدوا على الله حين قال اني كرّمت بني آدم ولأنهم اعتدوا على الحبيب المصطفى حين دعى الى مكارم الأخلاق وحسن المعاملات.. لأنهم اعتدوا على على الأعراف بإجرامهم. فلا ضوابط الرحمان ردعتهم ولا ضوابط الرسل احتوتهم ولا ضوابط الأعراف قيدّتهم.. هم شرّ الدواب.. ليست السجون مكانهم.. فهم في سجون جِنّهم وشيطانهم..
لست أدري أي حوار يحاورون به ذاتهم.. وهل هم مدركون لذاتهم..
هذا جزء من حوار مطوّل عميق بيني وبين اخصائي نفسي تحدثنا فيه عن مرارة واقع أليم وحضارة واهمة في خواطر البؤساء. أجزاء أخرى قد تكون أشدّ مرارة ووجع لما وصلنا إليه من فقد لمعنى الانسانية بفعل الأنانية والجهل والكره والمكر والذل والسرقة والتحيل وايذاء الآخر وكلّ ألوان الإجرام. فعلا الحوار كان مزعجا وموجعا للطرفين حد نصحه لي بالخلد للراحة ولو لثلاثة أيام قصد الابتعاد عن تلك الفئات المارقة عن كلّ تصنيف حسب اخصائي النفس. أما انا فأُصنفها بالإرهاب في حق الأخلاق والله والرسول والأعراف والانسانية والحيوان وجميع الكائنات. وهي وجه من وجوه الوباء وفعل من أفعال أساطير الجنّ وعبدة الشيطان.
اعتذر عن قتامة المشهد وسوءه ولكن كذلك أرى من غدر بالأعراف والإحسان والإكرام والتبجيل وكذلك أرى كل مارق عن حقوق الآخر.
كل تلك الحقوق استقيتها من ممارسات متوارثة على مدى حياة الإنسان ومنها ما هو من مكارم حبيبنا المصطفى حسب من روى وإن لم تكن كذلك فقد احببتها لنبلها وجميل اثرها وهو هدف من رواها لمزيد الحث والترغيب في حُسن المعاملة وحفظ الذات الانسانية.
#وكرمنا_بني_ادم
#حنان_لعريض

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق