الرئيسيةشعر وشعراء

علمتني الحياة حسن إبراهيم حسن الأفندي

علمتني الحياة ألا أغالي

فالمغالاة شيمة الأنذال

علمتني الحياة ما من تراخٍ

رغم أن الحياة دارُ زوال

علمتني الحياة من يتمادى

في ضلال أصاب سوء ضلال

علمتني الحياة شيئا يسيرا

جاهلا منها ما غدي ومآلي

علمتني الحياة ما نتمنى

بشحيح استجابة ووصال

علمتني الحياة تعطي بكف

واستباحت عظائم الأهوال

علمتني الحياة عيشَ كسير

ماله فيها من قرار بحال

علمتني الحياة أن جميلا

لبس القبح وجهه في عجال

علمتني الحياة كم من معانٍ

عكست قبلةً بلا إغفال

فجَرت أقدار بنا في سريع

أدهش العقل واستثار خيالي

كيف نلقى لما يحيط جوابا

فلعلي في حيرتي في خبال

علمتني الحياة أن حياتي

بقضاءٍ من مُحْكم الآجال

علمتني الحياة ألا أجاري

لسفيه يلوم حُسنى فعالي

علمتني الحياة ما أتغنى

وفؤادي ممزق الأوصال

علمتني الحياة فرّا وكرّا

فعلام الحياة تشغل بالي ؟

ما كريم إلا استقام بحال

لم يبدّل ثوابت الأحوال

والذي أنشأ السماء بناها

ودحا الأرض أو عليَّ جبال

ما تغرُّ الحياة إلا خبيلا

قاصرا في تفكيره و الخلال

علمتني الحياة قولا صدوقا

إن يكن فيه من مصيرٍ أُبالي

خشية الله ما لها من مثيل

أصفياء القلوب خير مثال

علّمونا من روعة وجمال

في وداد لهم وصدق مقال

علّمونا أن الحياة عبور

نحو أخرى مريحة في كمال

علمتني الحياة فيها نفاقا

فلنودع نفاقنا باعتدال

علمتني الحياة حبل نفاق

ماله من عُمْرٍ ولا للتعالي

كل ما كان أو يكون بحسبي

منكر من خلائق الجُهّال

من يعش هامش الحياة فماذا

إن يمت أو يعش عديد طوال

*******

يا غريبا دنياه بعض هموم

وأناخت لكالسحاب الثقال

لم تجد من هناءة في حياة

إذ ترى من يعضُّ كفَّ نوال

جحدوا مالهم وهم يعلمون الـ

ـغدر فيهم سوءا وشرَّ وبال

نكروا خالق الوجود ودامت

من ظلام لهم كبائر الأهوال

صوّروا للرسول فاستنفرونا

كبرت فعلة العدو المغالى

طيشهم فاق كل حدٍّ عرفنا

يا رسول الهدى , رسول معالي

شرعك السمح في سماحة دين

عرَّف العالمين نهج مثالي

ظلموا خلقك الكريم ورابوا

واستطابوا كسبا من الأموال

لم يخافوا لخالق وقدير

بسَّ أرضا وسامقا من جبال

فلعلي من غيرتي في نجاة

يوم تُتلى صحائف الأحوال

*******

يا إلهي وجئتك اليوم أبكى

من كثير مما يطوف ببالي

يقتل الناس بعضَهم يتسلّى

بعضُهم قاطعا رؤوس الرجال

دونما ذنب , أو ودون أمور

توجب القتل أو نقاف عوالي

والقحاف التي تفاخر فينا

ويراها روادها من جلال

*******

علمتني الحياة أن أتعالى

عن صغارٍ وخسّةٍ وابتذال

فلماذا في قومنا من غريب

ولماذا الصلاح بعض محال

أمة تملأ الكروش ونامت

عكس ما كان سالف الأجيال

فرّطوا في الكثير أو في قليل

طالما كان العجز من إذلال

ذهبت دولة الرشيد وهانت

وتمادت مساخر المتعالي

لم نعد مثلما نكون لزاما

إثر من كانوا شدّة الرئبال

علمتني الحياة بعض ليال

بدّلت ثوبها إلى أسمال!!

علمتني الحياة من جديد بأني

ما أراه ضربا من الزلزال

علمتني الحياة أخرى وأخرى

ممسكا عن سفاسف الأفعال

إن ذكرنا فما تغير حال

وكثيرٌ مآثر الأقوال

هل لشعري وإن أضاف جديدا

يأخذ الناس بعضَهم أمثالي ؟

رُبَّ من عاب ما أقول ويهوى

أن يراني مغمغما في سؤال

والرسالات آثرت قول حق

كسرت أصفادا لذي أغلال

حملت إيثارا وصدق فعال

فتآخى من سادة وموالى

*******

أي ظلم يعيث فينا بمكر

وبلاء ونقمة واحتيال

لم نًعُد إلا للذين تمادوا

ثمرا يا نعا قريب منال

هكذا يبلُغ الهوان وينمو

والليالي لها سريع انتقال

لم نعد أمة بعز وشأوٍ

مثلما كنا في لباس جمال

نخوة في تقوى وشرعٍ عظيم

وإباءٍ وعزّةٍ واكتمال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق