الرئيسيةمقالات

الحلقة الثالثة من ثقافيات : مرحلة الشباب لها فكرها الغير ناضج: / وحيد راغب

أبو القاسم الشابى الشاعر التونسى المعروف فى احدى اصداراته وهو فى سن العشرين أصدر كتابه هو الخيال الشعرى عند العرب طبع عام 1930م والقاها محاضرة فى النادى الأدبى لجمعية الصادقية 1929م , قال كلاما غير لائق بالعرب فقال :
ص95″ ان العرب حرموا من الجمال السماوى الذى يجد القلب فيه لذة الحس وسعادة الشعور
وص115″ اما الشعراء العرب فهم مظلموا الأعماق , إحساسهم قاصروخيالهم محدود لا يتجاوز الظاهر “.
ص96″ إن نظرة الأدب العربى الى المرأة نظرة دنيئة سافلة منحطة الى أقصى قرار من المادة ”
ص120,121″ فهو أدب الحياة العابثة التى تحلد الى البطالة واللهو والمجون والخلاعة ” فالشعر العربى مفرغ من الجمال قصير النظر , ساذج الرؤية وهو خطابة لا شعر “.
ص 136يقول نظرا لبيئة المتنقل للعرب ” مثل هذا المجتمع لا يمتلك عمق الفكر ورهافة الشعور , ولا تتحرك مشاعره لإحياء دفائن الإحساس “.
وأرجع د.محمد عبد المطلب هذا الفكر المتهور للشاعر الى صغر سنه وقد قال هذا الكلام فى سن العشرين ,وعدم نضجه وقلة ثقافته العربية لأنه كان متجها للثقافة الغربية ومنها الفرنسية
( فعلى الباحث أن يفهم اذا تعرض لبعض الشخصيات المؤثرة, أن بداياتهم لا يعتد بها اذا تخالفت مع نهاياتهم ومرحلة النضج , فكل منا له فى ميعة الشباب آراء فيها جنوح وشطط ومندفعة , إما لعدم النضج وإما للمخالفة وحب الظهور فى الصورة , وإما التأثر بأشخاص أو ثقافات أخرى كتأثر من تعلم فى الغرب فى البعثات بالثقافة الغربية من الشك مثلا , ولكن عند النضج نجدهم تحولوا الى الإعتدال والآراء الوسطية , ومن هؤلاء مثلا طه حسين فى كتابه فى الشعر الجاهلى ,الذى تراجع عن ذلك وتكلم فى ذلك د. محمد عمارة ليصحح للمتطرفين ما كالوه لكاتبنا الكبير طه حسين ,وكذلك الشيخ على عبد الرازق فى كتابه عن الخلافة , وكذلك د.مصطفى محمود وما قال عن نفسه وقال عنه غيره فى مراحل الشك والبحث عن الحقيقة , فى رحلته من الشك الى الإيمان , ولكنه بعد هذه المرحلة عمل برنامج تليفزيونى كلنا تأثرنا به وهو العلم واليمان وكثرت كتبه الرائعة والمفيدة كرأيت الله وغيرها , حتى المعرى كان فى بداية حياته كتب أشباء توحى بالكفر وقال فى ذلك الشيخ الشعراوى أنه تأثر ببدايات أبى العلاء المعرى ونفر منه الى أن رأى المعرى فى المنام يستعتبه , فرجع الى أيام نضجه فوجده متختلفا جدا ومؤمن أشد الإيمان فتراجع الشعراوى عن نفرته , وكذلك أبو نواس فى الخمريات وغيرها فنفر منه من لم يدرك حقيقتنا هنا أنها بدايات , ولكنه تراجع وحسنت عقيدته وغنى له محمد فوزى قصيدته الرائعة , يا مليك من ملك , والعبد لله كنت فى بداية حياتى أقول للبعض أن العمل كل شىء وهو الذى يرفع الإنسان الى درجة الملائكة , ولكن اآن مع النضج أعرف يقينا أن الإصطفاء من الله والتوفيق منه للعمل , ثم قبول العمل أو عدم قبوله من ناحية الاخلاص وحسن النية , ثم يرجع كل ذلك لله قبله أم لم يقبله , وأدركت حقيقة قول النبى صلى الله عليه وسلم أن لا يدخل الجنة أحد بعمله حتى ولو كان رسول الله إلا أن يتغمده الله برحمته , الآن نربط البدايات بالنهايات والحكم فى النهاية لذلك ثم الى أننا لا نعرف الخواتيم وما انتهت به نهاية كل منا , فلا نتأله على الله , ونترك الحكم لله, ةوما وقع المتطرف فى خندق التكفير للغير الا أنها لم يفهم هذه الحقيقة )
الشاعر وحيد راغب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق