الرئيسيةمقالات

يحق لنا ان نحلم بوطن… بقلم فاطمة كمون / تونس

شئ يدعو للأسف والقرف والحسرة والألم ،هذا المشهد الدرامي الذي تقف امامه حائرافي الحياة السياسية، مشهد تدوراطواره حولك وتتساءل وتفكر فتستنتج أنه كارثة ابتلى بها وطننا العليل حيث تتكالبت علية الشياطين من كل حدب وصوب، يمارسون مؤامراتهم بأقذر الوسائل ويبررون ذلك بانها اكراهات أو تكتيكات ، اسقطوا القيم والأسس المتعارف عليها ، قيادات خاوية بالية لا يهمها الوطن برغم أن أغلبيتها تعىت العمر الإفتراضي لممارسة رياضة المشي وحتى بعض السهر، ناهيك عن حكم بلد رسم شبابه بدمائهم طريق التغيير منذ معارك التحرير الأولى والإنتفاضات المتتالية، زمرة تلك المهازل يقدمون دروس في الوطنية ،ويحتكرون اسم البلاد كأصل تجاري يزايدون عليه، منذ الأزل لم نغادر مربع الحملات الانتخابية التي لم يعد لها مواسما .. تمارسها “النكبة”صباحا مساء ويوم الأحد” وحين يستلم المسؤول عهدته عوض أن يتعهد ككل الحكومات في العمل على تحسين ظروف المواطنين المعيشية وبسط النماء والرخاء،وحل الأزمات وتحسين الوضع الاقتصادي للبلد ،كل مسؤول يصبح يرى نفسه “كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد” يسعى لتحسين وضعه و يوظف ما استطاع من المؤلفة قلوبهم والطامعين في أبدية السلطة ،غير مبالين بالزيادات الصاروخية المتلاحقة التي تستهدف قدرة المواطن الشرائية المنهوكة أصلا ولا العجز التجاري ولا انهيار الدينار ولا الثروات المنهوبة للبلد..نحن في في اوطاننا ابتلينا بقذارة السلوك لدى بعض السياسيين ممن إذا أتمن خان واذا وعد اخلف.
اللافت في الأمر أن كل من اعتلى رأس السلطة أو توزّريرى نفسه أهلا لقيادة البلاد أبد الدهر ويربط خيوط حذائه استعدادا للهرولة نحو التأبيد في الحكم ., بركان الغضب لدى المواطن يتعهد به الاعلام المأجور ليصرف نظره لقضايا هامشية وكل يوم وجرابهم مملوء بعلكة جديدة تمضغ لأيام ليُرمى بغيرها حتى لا يخوض العامة في الشأن العام ولا ينتبهوا لقذارة ما يحدث في كواليس السلطة،…
الغريب أكثر أن بعض المحللين والخبراء يباركون هذا الانفلات الذي أصبحت سنة من سنن الحكومات المتعاقبة المتولدة عن بعضها البعض بأنه فعل حسن، للمداراة عن عجزها الذريع في إيجاد حلول للازمات المتراكمة والتي ترحل من حقبة الى اخرى ،
الأكيد أن حكومات المتعاقبة والمختلف أسماؤها والمنشق بعضها عن بعض ، من كثرة ما استهواها الجلوس على كرسي السلطة، لم تعد تلق بالا لما تعهدت به، ولا الهدف الذي انتخبت لأجله، المهم البقاء في الزعامة والحرص على أن تظل لأمد طويل، ولو بإقناع خصوم الأمس من وجهة نظرهم، لتقديم يد العون والمناصرة ومد الخيمة الآيلة للسقوط بأوتاد مهما كان لونها السياسي حتى لا تطير ولا تثقب بمنقار، لتتثبت ولو عرجاء بعدما اقتلعت عجوز المكنسة عصا منها
الحقيقة أنه لا يمكن ان نحمل حكومات الحالية لوحدها ما آلت إليه الأوضاع من شدة وغلاء وضنك العيش واقتتال وعداواة ،…نحن ندرك ان كل ذلك نتيجة تراكمات سابقة وأن ما حدث لم يغير في استراتيجيات الدول ولا في منوال التنمية رغم تغير بعض الدساتير وانظمة الحكم نتيجة التصحر السياسي التي عرفته بلداننا طيلة عقود وعقود بسبب الأنظمة الكليانية ، ثم عجز الأحزاب التي لم تتقاسم السلطة فيما مضى وان صنفت نفسها في المعارضة ، لها نصيبا وافرا فيما وصل اليه المسار السياسي حاليا، اغلب قادة هذه الاحزاب يحيدون عن الموضوعية متباكين عن التضرر من عزلهم وشيطنتهم اعلاميا واستبعادهم من المشاركة في المسائل الكبرى التي تهم البلاد مع انهم من اقصوا انفسهم.
الكل تصدر المشهد السياسي، دون برنامج واضح ولا رؤى مستقبلية ،ولا استراتيجيات يمكن تعميقها او تفصيلها وتحديد زمنها، فقط بعض اللوائح التي اهترأت من التكرار والاجترار،
لا ننكر ان الصناديق افرزت مراهقي وهواة سياسة بعضهم من الأقزام المتطفلين على هامش الحياة السياسية ،يرتزقون من خيرات الوطن ويمارسون الكذب والدجل والمراوغة والإنتهازية بل بعضهم موصوم بالفساد ويتصدر لجان مكافحته ،هؤلاء افقدوا الساحة السياسية في الوطن المصداقية و شرف الكلمة والعمل والأمانة التي تعهدوا بها ،وعندما تغيب المصداقية تبتذل السلوكيات وتسقط المبادئ وندخل في وحل عدم الثقة والترذل .
اراهم كلهم من في الحكم او خارجه لم يثبتوا على أرض الواقع ولم يخلصوا لما يقولون، انتهازية وجريا وراء المصلحة الشخصية، وطموحا رغم مشروعيته الا أنه سمج للغاية. والخشية أن يفتح المجال مجددا أمام مخاوف تضييق الخناق على المواطن البسيط وخاصة حقه في ظل التردي في كل القطاعات من التعليم والصحة والعمل وربما نصل تكميم الافواه ولجم حرية التعبير.
وفي انتظار أن تقطع كل الأحزاب والساسة مع عادتها الراسخة في ركوب الأمواج واستغلال الطبقات المغلوب على أمرها والمفقرة بفساد السياسات في خدمة إيديولوجياتها الدنيئة مغلبة المصلحة الخاصة على مصلحة البلاد والعباد ،نهمس في البداية ثم نصرخ ان لزم الأمر في آذان هؤلاء المشعوذين المرتدين جلابيب السياسة أن يكفوا عن استهداف الطبقات الشعبية وأن يتاجروا بآلامهم وأمالهم فقد أرغدوا وأزبدوا ،وأن يعدوا برامجهم على ان تكون متضمنة لحلول بعيدة عن “الشو” والصور المقززة ، يكفي فقط التحلي بقليل من الجرأة، وإلا فإنه من العيب الاستمرار في القفز على الحائط القصير، في مقابل عدم اصلاحات ضريبية على الثروات لاصجاب رؤوس الاموال المعول عليهم في الحملات الانتخابية وتقليص أجور الوزراء والموظفين والبرلمانيين خاصة كثيرو الغياب ، متصدري الصور غالبا. حتى لا يصبح لكل منهم حزيب يكتري لاجله نزل يتلو فيه بيان تأسيسه،
ليتنا ندرك ونعي خطورة المرحلة القادمة ونعمل على عزل قوى الماضي العفن بكل رموزه التي أوصلتنا لما نحن عليه لنبني أوطانا تليق بنا ،كما نستطيع ان نخرس” ميكروفونات “مشعلي الحرائق حتى لا نتحول لرجالات إطفاء تلازمنا الخراطيم اينما حللنا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق