الرئيسيةثقافه وفكر حر

حكايا من القرايا / عمر عبد الرحمن نمر

بَقتْ الحجة أم العبد قاعدة ع الجنبيّة بقاع الدار، تحت التوتة، وقبالها ابنها عبد اللطيف – الله يرظى عليه، ويوفقه وين ما دار وجهه – وعبد اللطيف مدخّن شره، سيكارته ما (بتطفيش)، عبد اللطيف قاعد على كرسي، وجاعص عليها، قدّامه (إسكملي) عليها فنجان قهوة، وبيدو جريدة، بيقرا بجريدة… وبيدو الثانية سيكارته… وآخر تجلّي مع خرّاف أمّو، وخرّاف الجريدة، والقهوة والسيكارة… عبد اللطيف وصل في (القراي) صفحة الوفيات – الله يرحمهم – صفحة كلها صور أموات وتعازٍ، لفتت
الصور نظر الحجة، سألت العبد: شو هاي الصور يمّا؟ جاوب العبد: هاي صور اللي (دشّروا) الدخّان يمّا… رفعت الحجة يديها إلى السماء، ودعت: يا مِن درى يمّا بشوف صورتك معهم… الله (تشريم) يمّا… فبهت الذي كان يدخّن…
ودخلت إلى العقد، وفيه ولّعت البريموس، ووضعت إبريق الشاي عليه، ثم تناولت قطعتيْ جبن من المرطبان… وكُرتيْن من دحابير اللبنة بالزيت، وشويّة زعتر، وزيت… ورغيفيْ طابون، وضعت الفطور في سدر وضعته على (الإسكملي) وقالت لولدها: انطح فالك يمّا، قال العبد: غلبت (حالتش) يمّا، والله ماني جيعان هسّا، أصرّت عليه أن يأكل، وهي تقول: عيار الشبعان أربعين لقمة…
عندما انتهى الفطور، وشرب الشاي، تنهدت أم العبد: عزا بوهدي، تلكّشِت يمّا، علي شغل البين والنّيا… سأل العبد: شو عليتش يمّا؟ قالت: بدي أعلف الجاجات، والحمامات، وأفظّي العنزة نص ساعة زمان، وبعدين أرتشب ايد العسّافة، وأعسّف البيت، بعدين عيب والله، بدّي أروح أطل ع الحجة خيرية… سأل العبد: قلت الحجة خيرية في السبيطار يمّا؟ بدتش تروحي ع السبيطار؟ – مهي روّحت يمّا، روّحها الحج مفلح امبارح، وقايلهم (الحتشيم) هاي متّاجعة (موجوعة) من ست سبع سهلات… وما فيها فايدة، روْحوها أطعموها واسقوها، وخلليها تحت رحمة ربنا… بدّي أوخذ لي معي شويّة فول اخظر، بلتشي عملولها ربيعية فول… بتحب الربيعية – الله يشافيها- تناول عبد اللطيف يد أمه، قبّلها، وقال: يا الله يمّا، وأنا قايم ع شغلي، عاوزة اشي قبل أروح… دعت له: الله يرظى عليك يمّا، رظى ربي، ورظى قلبي… ويجعل لك بكل خطوة وِفِق ورِزِق… مع السلامة يمّا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق