اقلام حرةالرئيسية

يا قدس يا سيدتي معذرة فليس لي يدان وليس لي أسلحة وليس لي ميدان، كل الذي أملكه لسان”(أ.د. حنا عيسى)

“يا قدس يا سيدتي معذرة فليس لي يدان وليس لي أسلحة وليس لي ميدان، كل الذي أملكه لسان”(أ.د. حنا عيسى)
(في القدس أبكي والدموع على فمي وأصيح من قلبي بلادي فاسلمي لا تحزني يا قدس أني من فداك أنا من طيور الارض لا من تربها والروح في جنحي تخفق كالملاك.. لم أدر كيف تسللت في الدمع قالت لي وقد أمعنت ما أمعنت: يا أيها الباكي وراء السور … أحمق أنت. أجننت.. لا تبك عينك أيها المنسي من متن الكتاب.. لا تبك عينك أيها العربي واعلم أنه.. في القدس من في القدس لكن لا أرى في القدس إلا أنت..)
في القدس، في حاراتها وشوارعها وأزقتها، المسجد يجاور الكنيسة، والكنيسة تشاطر المسجد افراحه واتراحه، تتعانق المآذن والاجراس معلنة نموذجا للتآخي والتعايش، في القدس شيوخ ورهبان، يصلون يتضرعون، مسلمون ومؤمنون يحملون هول القضية، قضية الامة العربية، قضية القدس الأبية… في القدس تكية ومحراب، دير ومذبح، في القدس… عمامة وكلوسة، صلوات المسيح ومحمد عليهما السلام، جنبا الى جنب ولدوا، ترعرعوا كبروا وبتعايش جميل …استمروا.

في القدس بلدة قديمة، تحتضن حضارة عريقة، في القدس ازقة واسواق، حارات واسوار، لكل معلم فيها قصة، ولكل زاوية رواية، في القدس رائحة التاريخ تعبق، في القدس تكايا وزوايا، لكل منها طريقه واتباع، في القدس مكاتب ومدارس، طلاب وطالبات، ينهلون علوم المعرفة من قبلة الحضارات وعاصمة التاريخ.

القدس قبلة وعاصمة، تاريخ ومستقبل، تاريخ أجداد بنوا وعمروا وشيدوا، ومستقبل ابناء ناضلوا وجاهدوا، القدس حنين الطفولة، وزهو الشباب، القدس عشيقة وحبيبة، ام حانية ومربية فاضلة، في القدس تجد الروعة والكمال، القوة والاباء… فهي القدس.

على اسوارها قاتلت أعتى الجيوش، وفي حاراتها نقشت أعرق الحضارات، ومن قيامتها قام يسوع المسيح له المجد، ومن مسجدها عرج النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) الى السماوات، ومن نور سراجها إضاءات الظلمات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق