الرئيسيةثقافه وفكر حر

قصة قصيرة / أشجار العنب / بقلم هادي زاهر


كانت قرية نائية في شمال البلاد، تقع على قمة الجبل، وكان سكانها البسطاء يعتمدون على الزراعة في معيشتهم، لا سيما زراعة العنب خاصة وان تربة هناك إضافة إلى المناخ البارد قليلا، يلائم هذه الأشجار الامر الذي يجعله ذو جودة عالية جدًا، ذاع صيتها في البلاد، وهذا مما اقلق السلطة التي قررت تجنيد شباب هذه القرية ضمن الأجهزة الأمنية ولكنها لاقت الاعتراض الشديد لدى الأهالي الامر الذي دفع القيادة السياسية في الدولة إلى دعوة المسؤولين لاجتماع لدراسة الموضوع واتخاذ الخطوات اللازمة لمواجهة هذا الامر.
وفي الاجتماع تداول المسؤولين واقع القرية وقادهم إلى نتيجة مفادها انه ويجب ضرب مشروعهم، قال أحد المسؤولين”:
– إن الاستقلال الاقتصادي يؤدي إلى تمرد السكان علينا.
وصادق اخر على ما قاله زميله وأضاف قائلًا:
• المثل يقول “جوع كلبك كي يلحقك” ومن المفروض وضع خطة من اجل نقل شباب القرية من مجال عملهم إلى العمل ضمن اجهزتنا وبذلك نصيد أكثر من عصفور بحجر واحد، من ناحية نخرب مشروعهم كي لا يشعروا بالاستقلالية الاقتصادية التي ترفع من معنوياتهم وتؤدي إلى عدم انصياعهم لإرادتنا، ومن ناحية أخرى عندما تضيق عليهم سبل الحياة نقوم بتجنيدهم ضمن اجهزتنا الأمنية، وهناك استفادة أخرى وهي ان الأرض عندما تُهمل ترخص ذهنيا وماديا وعندها نقوم بشرائها بأبخس الأسعار.
وفي اليوم التالي قامت طائرة برش أشجار العنب وما هي الا فترة قصيرة حتى يبست

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق