شعر وشعراء

رحيلُ الفارس / د. عماد الكيلاني)

(١)
لقد ترجّل الفارسُ
تاركاً في المكانِ حصانه
وألقى بأحزانه على قارعة الطريق
وارتمى فجأةً …..
كأنّما اضحى مثل الغريقْ
كأني اراهُ يرتاح الان
وقد ادى الأمانه !
أوجعتهُ ظروف الحياة
وقد اصابتهُ آهاتُ المهانة!
كان وحده مجموعة من المباديء
كان يقول حكمته ضمن الفريق !
لقد ترجّل لأنه مصدوم
رأى بعينيه الحقيقة
التي كان بها كبقية الآخرين
من اقرانه موهوم !
فقرر الفراق والنزول فجأةً
ومضى بغير اتجاه لكنه
يعاني بقلبه آلاماً من التفريق ….!!
ولمّا اقتربنا منه سألناهُ :
اتراكَ تعرفُ ان الزمان متغيّرٌ
وأنّ ما بالمكان هذيانٌ وزعيق !
وحديث الكثيرين مزعجٌ
كأنك بتّ تسمع مرغماً لنهيق !!
لقد ترجّل بنفسه
وليس مرغماً
وقالوا له استمع للنصيحة
فأبـى … وصاح بوجههم قائلاً:
كفانا نشازاً منكم كفى هذا الزعيق !!
(٢)
يا فارس هذا الزمان
يا حاضراً بكل اوانْ
يا أيهذا الإنسان …
اما كفاك
كل هذا الصبر
بوجه القهر والحرمان
وأكوام الذلّ والهوان
بمن سوف تستغيث يوماً
إذا كُسِرت أشجار الصنوبر
واغلِقتْ كلُّ الشعابْ والطريق ؟
حصانك قد اصابه
بعضاً مما حلّ فيك
اما رأيته كيف صار للقهر عنوان ؟
حصانكَ مرةً رأيتهُ يبكي
والدموعُ تساقطت على وجناته
حيرى من ذهول ما رأى
كل آيات القهر والحرمان بائنة
في عتمة الليل دون مصباح
وما كان لها صوت ولا بريق ….!!
فيا أيها الفارس الذي قد ترجّل
صبراً .. هوِّن عليكَ ولا تتعجَّـل !
فقد تعب الحصانُ فريِّحهُ وتمهّل !
واترك الرهوان كي يرتاح قليلاً
وابتعد عما يجلب الكدر
وانتظر لنفسك ان تهتدي
وتبتعد عما سيجلبه بعضُ البشر !!
(د. عماد الكيلاني)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق