مقالات

رائدة العمل الاجتماعي أ. سمها الغامدي تشارك باليوم العالمي للخدمة الاجتماعية بجامعة الأميرة نورة تحت شعار تعزيز التضامن الاجتماعي والترابط العلمي

بقلم : وسيلة محمود الحلبي

استرشادًا بالمبادئ الأخلاقية، يلعب العاملون في العمل الاجتماعي والتنمية الاجتماعية والمربون دورًا أساسيًا في ربط الناس والمجتمعات والأنظمة للمشاركة في تصميم وبناء مجتمعات مستدامة وتعزيز التحول الاجتماعي الشامل، وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للخدمة الاجتماعية احتفت كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن باليوم العالمي للخدمة الاجتماعية تحت شعار “تعزيز التضامن الاجتماعي والترابط العلمي” عبر رابط التيمز.
وقد شاركت الأستاذة سمها بنت سعيد الغامدي رائدة العمل الاجتماعي رئيس مجلس إدارة جمعية “كيان “الأهلية للأيتام ذوي الظروف الخاصة بهذا اليوم بالحديث عن مسيرتها في العمل الاجتماعي حيث قالت:
تحت هذا الشعار يحتفل العالم باليوم العالمي للخدمة الاجتماعية وهي مناسبة هامة تهدف لإلقاء الضوء على مهنة الخدمة الاجتماعية ورفع الاهتمام بها وتقدير العاملين في مجالاتها المختلفة، إن تخصص يوم لهذه المهنة دلالة على اهتمام العالم بها وبعراقتها فهي من المهن الضاربة في التاريخ والمهمة في مجال رصد التغيرات الاجتماعية ومعالجة ما يطرأ من مشكلات نتيجة لذلك.
ولنحيي في هذا اليوم جميع الأخصائيين الاجتماعيين الذين أضافوا لهذه المهنة منجزا زاد من بريقها ولفت الأنظار لأهميتها. وإنني أعتز جدا وأحمد الله أن يسر لي هذا الطريق في مجال الخدمة الاجتماعية الذي التحقت به حبا ورغبة في خدمة الآخرين ولله الحمد.
حيث تخرجت من جامعة الملك سعود من أربعة عقود، وكان انخراطي بالعمل الاجتماعي مباشرة بعد التخرج وكنت محظوظة بانضمامي لوزارة الشؤون الاجتماعية “الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية” في فترة وجود القيادة الواعية بأهمية الدور للأخصائي الاجتماعي وهي صاحبة السمو الأميرة “سارة بنت محمد ” حفظها الله، التي عززت حب العمل مع الأيتام وكانت محفزة لنا للانخراط في مجال حقوق الإنسان لاحقا.
من هنا كانت بداية العمل مع الأيتام ذوي الظروف الخاصة ” مجهولي الأبوين” كمديرة لدار الحضانة الاجتماعية ومنها تم الانتقال للعمل في الإشراف والدارة العامة للإشراف، وانتهت فترة عملي بالوزارة كمستشارة اجتماعية في وكالة الوزارة.
ثم عينت بعدها بأمر ملكي كعضو في هيئة حقوق الانسان لمدة أربع سنوات وقد شاركت قبلها وأثنائها في تمثيل المملكة ضمن الوفد السعودي في العديد من اجتماعات منظمة الأمم المتحدة بجنيف أثناء تقدم تقارير المملكة عن الاتفاقيات التي تم توقيعها مثل اتفاقية السيداو الخاصة بالقضاء على جميع أشكال العنف ضد المرأة، واتفاقية الأشخاص ذوي الإعاقة وتقارير حالة حقوق الإنسان. وهنا لا بد أن أشير إلى العلاقة الوثيقة بين حقوق الإنسان ومهنة الخدمة الاجتماعية فكلاهما يتمحور حول حق الإنسان في إشباع احتياجاته الأساسية وبالتالي فإن الحقوق والاستحقاقات الإيجابية مرتبطة بتطبيق الاحتياجات التي تقوم بها مهنة الخدمة الاجتماعية بما يعزز الحقوق الفردية والجماعية التي تهتم بحماية الاختلافات بين الأفراد والجماعات والوساطة بينهم.
ولذلك تتميز الخدمة الاجتماعية بالعلاقة وثيقة الصلة باحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية وبالتالي من المستحيل أن نفصل بين هذه المهنة من حيث نظرياتها وأخلاقياتها وقيمها وممارستها من ناحية ومن ناحية أخرى حقوق الإنسان التي يجب أن تعزز وتدعم وهي تشكل المبررات لجهود الخدمة الاجتماعية والمحرك لها وجزءا منها. ومن حسن حظ هذا الجيل أنه يعاصر الرؤية الرشيدة لولي العهد حفظه الله 2030والتي فتحت الأبواب لجميع الشباب والمهن المختلفة وخاصة لمهنة الخدمة الاجتماعية “المهنة المتجددة” دوما والتي تزداد الحاجة لها في ظل التغيرات الاجتماعية للمجتمع مما يتطلب وعيا كاملا بأهداف الرؤية وكذلك أهداف التنمية المستدامة التي تضم في غالبيتها مجالات تختص بها مهنة الخدمة الاجتماعية ، والمساهمة في صنع السياسات الاجتماعية وقد كان لنا مشاركات في وضع الأنظمة المختلفة للفئات المهمشة مثل الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن وغيرها واكتملت تجربتي بالانخراط في العمل التطوعي من خلال تأسيس جمعية خيرية متخصصة بالأيتام ذوي الظروف الخاصة “مجهولي الأبوين” “كيان الأهلية للأيتام ” وقد كانت بالنسبة لي تتويجا لمسيرة عملي مع الأيتام وكرما من الله تعالى تم ذلك ومعنا سمو حرم الأمير الرياض ومعنا الأستاذة نورة الفايز والدكتورة حصة السيف والأستاذة منيرة العصيمي وعدد من الأخوات وقد أنهينا السنة الرابعة ولله الحمد والجمعية من تقدم إلى تقدم . ثم تطرقت للتطوع وأهميته والوصول إلى مليون متطوعة من النساء. موضحة أن الهدف من التطوع هو اكتساب الخبرة الثرية والمعرفة للانخراط في الأعمال الخيرية في المجتمع وفي الجمعيات والعمل الاجتماعي لا يتوقف أبدا طالما هناك أناس يستشعرون معنى التطوع وأهميته .
الإنسان لا ينتهي عطاؤه ولا زلت أنخرط في تأسيس الجمعيات فالعمل التطوعي يسعدني فما أجمله فهو حياة مختلفة تشعر الإنسان بجمال خاص وإحساس خاص لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى. في الختام أبارك لكم يومكم العالمي وأتمنى أن يوفق الله الجميع إلى ما يحبه ويرضاه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق