شعر وشعراء

{{أمْسَكْتُ بالجَمْر}} شعر:عاطف ابو بكر/ابو فرح

أمْسَكْتُ بِالجَمْرِ الحَروقِ لأَنَّني
أَأْبى لجبهتيَ الشموخَ رُكوعا

فَظَلَلْتُ أتْرَعُ منْ كؤوسٍ مُرَّةٍ
ورَفضْتُ للوهمِ المُشينِ خُضوعا

وَجْهْرْتُ بالصَوتِ المُدَوِّي مُنْذِراً
مَنْ أسْرفوا بالموبقاتِ ضُلوعا

فَدَفَعْتُ أَثْمانَ المواقفِ كلِّها
وَبَقيتُ بالنهجِ الصحيحِ قَنوعا

فأَبَنْتُ في كلِّ المحافلِ ما أرى
وَازْدَدْتُ في خوضِ الصراعِ شُروعا

وْانْحزْتُ في وَضَحِ النهارِ لِفِكْرَتي
فَلْيفرشوا كلَّ الدروبِ نُطوعا

لكنَنِّي حرَّمْتُ رغمَ مرارتي
لغةً تُحاوِلُ للرصاصِ رُجوعا

فَحِوارهُ ،عينُ الجهالةِ والذي
يخْتارهُ يُدمي القلوبَ جميعا

إنِّي أُحَذِّرُ مَنْ يَرَوْا بِكَواتمٍ
نهجاً مُزَكَّى أو أقولُ شريعا

فالشعبُ يحْكمُ والحقيقةُ عندهُ
والشعبُ ليسَ كما يرونَ قطيعا

والأَرضُ ليستْ سلعةً لجنابكمْ
والحقُّ تُبقيهِ الدماءُ مَنيعا

والدَّمُ ليسَ تجارةً وأَظُنُّكمْ
لمْ تذرفوا عُشْرَ الدماءِ دُموعا

هذي الدماءُ محرَّمٌ تبْديدها
فبها أَضأْنا في الظلامِ شُموعا

هذي الدماءُ طريقنا وبدونها
ما قد تحَقَّقَ قد يضيعُ سريعا

هذي الدماءُ نَخيلنا وهيَ اللتي
مَدَّتْ لأشْجارِ النخيلِ فُروعا

لو قُلتُ أعطتنا الدماءُ ثمارها
خِلْتُ الجذورَ الطاهراتِ جُذوعا

هذي الدماءُ سطورنا،تأريخنا
ولها نَذَرنا المخلصينَ جميعا

هذي الدماءُ مصيرنا وبغيرها
لن يتركوا فوق الترابِ رضيعا

فالقحطُ آتٍ إنْ ترَدّدَ بعضنا
والحرُّ يأبى للمُهينِ نُزوعا

والوهمُ مدخلهُ،وجيشُ جرادهِ
إمّا يعُمُّ فكمْ يكونُ مُريعا؟

سأَدُقُّ في عينِ المساومِ مخْرزاً
فَلأَجْلِ تُرْبِكِ لن أصيرَيسوعا

فالرحُ ليستْ للمذِلِّ عشوقةً
وَالأُذْنُ ليستْ للحرامِ سَموعا

إنِّي تحدَّيْتُ الزمانَ بموْقفٍ
والعيْنُ ليستْ للطريقِ قَشوعا

فصَعدْتُ للشرفِ الرفيع سَلالِماً
وبَقيتُ كالحصنِ القويِّ منيعا

وسَمَوْتُ كالنجمِ العَلِيِّ لعالَمي
وترَكْتُ خلفي ما يَعيبُ جميعا

فرَأَيْتُ حَيفا روْضةً فوَّاحةً
وشَمَمْتُ عِطْراً في الكرومِ بديعا

ورأَيتُ يافا يا لهُ ليمونها
مثل النجومِ وقد يفوقُ سُطوعا

ورأَيْتُ صخري مِنْ عَلٍ كَلآليءٍ
والرملُ حاكى في العيونِ رَبيعا

ورأَيْتُ أطفالَ الحجارةِ شُعْلةً
فَلَعَنْتُ وهماً كالغرابِ شنيعا

ولعَنْتُ منْ أعطى المعاركَ ظهرهُ
وَاخْتارَ رُكْناً في الصراعِ وَضيعا

ورأَيْتُ أُمِّي بالحجارةِ زَنَّرَتْ
خصْراً وَسَلَّتْ كالسيوفِ ضُلوعا

فَهَتَفْتُ مرحى إنَّني منْ صُلْبها
وَذَرَفْتُ مِنْ فَرْطِ الفخارِ دموعا

وَرَأَيْتُ طفلاً والحجارُ سلاحهُ
فازْدادَ رأسي للسماءِ طُلوعا

فَحلَفْتُ باٌسْمِ الراحلينَ وطفلةً
سقَتِ الترابَ منَ الجراجِ نجيعا

أنْ لا ننكِّسَ في المعاركِ رايةً
ونسيرَ للقدسِ الشريفِ جُموعا

ماذا أقولُ لِمَنْ يُزَيِّنُ سوَءَةً
وتَراهُ للأمرِ الكريهِ مُطيعا

وتراهُ للوهمِ الكريهِ مُصفِّقاً
وتراهُ للحقِٰ الطهورِبَيوعا

وتراهُ إنْ طُلِبَ التنازُلَ ينحني
وتراهُ لو شاؤا المزيدَ خَشوعا

وتظُنُّهُ الزيرُ ،المهلهلُ ،إنْ حكى
وتراهُ إنْ حميَ الوطيسُ جَزوعا

لا تحْسَبَنَّ جنابهُ سبَعَ الفَلا
مهما تدَثَّرَ كالكُماةِ دُروعا

فالرِجْلُ تخطو للمعاركِ خطوةً
وتعودُ عَشْراً للوراءِ سريعا

فإذا توَرّطَ فالفرارُ خيارهُ
فهوَ الجبانُ ولو تراهُ صَرِيعا

شتَّانَ بينَ محاربٍ يسعى لها
وَمُثَرْثِرٍ ظنَّ الهروبَ شَفيعا

شتّانَ بينَ مُعَبِّدٍ لدروبها
ومُزاودٍ قطعَ الطريقَ رُجوعا

إنَّ الحجارةَ قد أَقَضَّتْ خصمها
ورَمَتْ على رُصُفِ الصراعِ خَنوعا

فهيَ امتحانٌ والسُمُوُّ لمَنْ بقي
للدَمِّ والغالي النفيسِ دَفوعا

فهوَ الذي رقمُ القياسِ أطاحهُ
وبقي بدَحْرِ الغاصبينَ وَلوعا

كم حاولوا إحباطهُ فأَجابهمْ؟
هاتوا المنونَ فلستُ منهُ فَزوعا

فأنا تحدَّيتُ الصعابَ ولم أَزَلْ
بالحربِ أو خوضِ الصراعِ رَضيعا

واليومَ فاقَتْ خِبْرَتي أعْلامهمْ
وَفَتَحْتُ في عِلْمِ القتالِ فُروعا

فإذا أتاكمْ منْ يقولُ بأنَّني
قد بِتُّ منْ هَوْلِ الصراعِ مَروعا

أوقالَ إنِّي قد تعِبْتُ وارْتجي
حلاً بِمُؤْتَمرِ( السلامِ )سريعا

قولوا لهُ تلكَ الحجارةُ كذَّبَتْ
ولَها القرارُ ولنْ يكونَ وَضيعا

فهوَ القرارُ قرارهُ وأخالهُ
مثلَ الفخارِ على الدوامِ رَفيعا

فهيَ الحجارةُ للمقاتلِ سيفهُ
وهيَ الحجارةُ للرماةِ طَيوعا

فَاٌمْسِكْ فَتانا بالأَعِنَّةِ فالذُرى
ناخَتْ أمامَكَ يا صغيرُ جميعا

تلكَ الحجارةُ للصعودِ دروجهُ
وبِها سيُضحي بالخلودِ ضليعا

فَاٌنْشُرْ حجاركَ والدماءَ أيا فتى
تضحي الرمال المُقْفراتِ رَبيعا،،
———————————————-
شعر:عاطف ابو بكر ابو فرح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق