مكتبة الأدب العربي و العالمي

من مخطوطات شن المفقودة المخطوطة الخامسة

امين زيد الكيلاني

من مخطوطات شن المفقودة
المخطوطة الخامسة

وبعد أن التقى شن بطبقة لسويعات معدودة،أو ربما لدقائق محدودة.كما يقول الراوي.
ظن إذ ظن أنه ملك خيوط الشمس،ونال قطر الندى.وملك حفيف الشجر وشدو العصافير.ومن حقه أن يظن كما يريد.
في هذه الدقائق المحدودة،أخبرته طبقة عن أنين الميت الذي أحياه المسيح عليه السﻻم وبإذن الله،وأعاده ﻷمه الثكلى.كما وأرشدته إلى بيت الله الذي أقيم منذ أن تولى جدها الخﻻفة الراشدة،ثم جعلته يقف وقفة المشدوه بين هﻻل بيت الله وبين صليب اﻷنين.وتلت عليه من تراتيل زمن العشق المصفى كضرب نحل جده علقمة الكنعاني.
منذ أن عثر شن على طبقة، ضالته المنشودة،والحبور ﻻ يفارق بصيرته،والنشيد يسيل على شفتيه محلى بحﻻوة وحلي.ثم بدا له أن الزمان قد اقترب من أطرافه، والتقى القطبان من البعيد إلى البعيد، فيندمجان روحا بروح الخفاء. ويسدل العشق ستاره،وتولي طبقة قافلة مدبرة،تلملم شظايا روحها وتترك له صدى الكلمات كأيقونة تحت صليب اﻷنين.أما هو فينتظر اليسوع ليحيي له بقايا روح من رماد.
يقف شن من قبل أن يلج باحة الزمن الغاضب،الذي هتك عذرية الوقت المنصهر تقاربا.ويسأل عود النعنع عن مجرى النهر الذي يلوب ذهابا وإيابا قبل أن يرسم قبلة الوداع على فم البحر الغافي.فتزهر مدائن الملح ورودا،ثم تهيم غماما بفؤاد نخيل.
يقول بعضهم:ما لشن قد جن وهام وترك الضحى؟
فيرد بعضهم : ما جن شن وما غوى.وما هام وما قلى.إنما هو روح تبدو وتخفى.ولطبقة مثله كما روى. يجمع بينهما ضحكة الزمان ودمع النوى.وزهرة الوادي وبسمة شحروة سوى.
أمين أسعد زيد الكيﻻني(شن)
عاره – قضاء حيفا – فلسطين
الخميس – 13/6/2019

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق