شعر وشعراء

الشاعرة غالية ابو سنة

 

راشفتُ من فاق حزني فالتوى عنقي
من رجفة الحزن ِ-فالأحزان تَرتشِفُ

زرع لنا يرتــــــــوي بالمرِّ من زُمرٍ
حمقاء صالـــــت بها الأرزاء تغترفُ

أجرت من المرّ سيلاً في مدائننا
لا ترعوي من دمارٍ – خيَّم السَّدَفُ

جفَّ السوادُ -ورابَ القحطُ مختمراً
لا من حياءٍ ولا من حُرمةٍ رَجفـــــوا

عمَّ الفناء احتوى الأطفال مُلتهماً
والأرضُ تبكي ويحنو الليلُ والعجَفُ

إذ يكرعُ الحُزنُ من ينبوع ِ أدمعهم

يَجري تِباعاً يظنّ الطَّعمَ يختـــلفُ

حكم الطواغيت موبوء بذمَّتــه
يخفي النَّوايا وبالأشـــلاءِ يلتحــــــفُ

لا من ضميرٍ بزمرتهم مُسعَّرة
حزُّ المناشير والنيرانِ تقتطفُ

حبلانة دون وضع من مطامعهم
ملعونة ساء فيها الخطو والهـدفُ

لا تفهم العرفَ لا القانون يحكمها
عن جادة الحقٍّ والأنداء – تنحـــــرفُ

رشّت على الأرض والأحياء صاعقة

يبكي النَّخيلَ وقد سام الــرَّدى السَّعَفُ

قد مزَّقوا الجسمَ أشلاءً منافِرةً
والقلب شِريانُه ما بينها يَجِفُ

قد أغرقوا الزهر بالأدماءِ واكفةً
والياسمينُ اكتساهُ الموتُ والرَّعفُ

جافى السكون الليالي من تسلّطِهم
أشباحهم باقترافِ القتلِ تختطــفُ

يا حزن قَوْمِي سرى لا الدمع يسعفنا
ولا الأماني بحلـمِ لاحَ تنعطفُ

يا جمر دمعِ الثكالي ليتَ يحرقهم
أو ليتهم مع جداث الحزنِ يأتَلِفُــوا

قد يرتجونَ الندى مَن جَندَلوا وطناً
أو ربَّما استعبروا إذ لوَّح التَّلَفُ

لا الليل أمسى بهم ليلاً بذي سكنٍ
ولا الصباح اكتساهُ النورُ والقُطُفُ

قد أوجرونا نقيعاً من حناظلهم
في كلِّ قطرٍ وحار الشِّعر أذ يصِفُ

بين المدائن أحزانٌ مرابطةٌ
تَصْلى فراش الضّيا والنُّور يعتكفُ

مَهْلاً فإنَّ نظام الكون ينقشُه
لا بدَّ ساكب حزن منه يرتشفُ

من يزرع الأرضَ شوكاً سوف يحصده
بذرُ الأسى في كفوف الشرِّ يأتلفُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق