وسيطلبون منا
(صفقة القرن)
١٢-٥-٢٠١٩
سيطلبون منا ذات يوم
وربما يقترب الزمن
ان نخرج للورى عراة
ان نسلّمهم ملابسنا الداخلية
وبقايا صور على الجدران
وخارطة كانت يوماً للوطن
سيطلبون منا ان نتوقف
كي نُسجَن
كي تلقي بِنَا عصابات الموت
في أتونِ الوهن
لاننا كنّا ولم نزل
نرفضُ رقصة الموت
خلف ستار الزمن!
ربما سيطلبون منا
ان ننسى أسماءنا
ان نحذف من سجلاتنا
عناويننا التي كتبوها
في دفاتر الذاكرة
ان نُلغي من ذاكرتنا
اسماءنا
اولادنا
والأقرباء لنا
وكل جيراننا
ثم نغادرُ صفحة التاريخ
الى مربع الخنوع
والى دوائر الخضوع
ان نرتدي قمصان الخديعة
ان نعتمر قبعة الوقيعة
وأن ننسى
كوفية الحصون المنيعة
حتماً سيطلبون منا
تميزه شهادات ميلادنا
بكل تفاصيل الماضي
ان نتنازل عن أملاكنا
ان لا نتوجع من وخزات اشواكنا
ان لا نبكي على انحراف افلاكنا
ان نمنحهم بيوتنا
وزروعنا
واراضينا
ان نتخلى عن وجودنا
ان نرضى بالواقع
ان نصبح المتهم
ان نقتدي بالمخادع
ان نتنازل عن كل معاني الصدق والشرف
ان نتخاذل
ان نتملق
ان تنازل
ثم نمضي الى سوق النعاج
وهناك أنشأوا لنا زرائب
وتجمعات كل ما حولها أعشاب
وبرسيمٌ كي ننام على المراتب
سيطلبون منا
ان نرضي بدفننا في آبار الصحاري
وان تلقى جثثنا في متاهات الزمن
ان نغيّر طريقة التعامل
أسلوب حياتنا
حتى حين نختلف ونقاتل بعضنا
ان نغيّر حروف كلماتنا
ان يتدجَّنَ رأينا
كي يتماهى مع الاحتلال
ان نرتضي
ارتداء الداميات من الأغلال
ان يُقفلوا على بقايا ارواحنا بالأقفال
ان نكون نموذجاً جديداً للأجيال
ان نصنع الغريب والمستحيل والمُحال!
سيطلبون منا حتماً
ان نعترف وبأعلى الصوت : لم نكن هنا
وأن نعترف لهم علنا ” أننا لسنا نحن”!
وربما كل ذلك لن يكفي ….!
حتى ننمحي عن الخريطة
او ربما من الوجود نختفي !!!
[د. عماد الكيلاني]
