مقالات

الشاعر نزار قباني

بقلم الاستاذ. عزت ابو الرب

واحد وعشرون عاما من الرحيل
بينَ أحواضِ النعناعِ والوردِ، وبراعمِ الليْمونِ وأزهارِ الياسمين، تفتحت عينا الشاعر نزار في بيتٍ دمشقيٍ أُمويٍّ عريق، فجاءَ شعرهُ موشحاً بنضارةِ الربيع، ومُضَمَّخاً برحيقِ تلك الأزاهيرِ، يُكَلِّلُهُ مجدٌ أمويٌّ تليد. وفي أوْجِ ألإزهارِ والثمارِ وولادةِ العناقيد، رحلَ قباني في 30/4/1998م، تاركاً إرثاً أدبياً غنياً، شغلَ النقادَ ولا يزال.
ومن”كتاب في جريدة” الملحق مع جريدة الأيام في العدد(1182)الصادر يوم الأربعاء 7/4/1999م، اخترت بعض المقطوعات الشعرية من قصيدة:”هوامش على دفتر النكسة”:
مالحةٌ في فمنا القصائدْ
مالحةٌ ضفائرُ النساءْ
والليلُ، والأستارُ، والمقاعدْ
مالحةٌ أمامَنا الأشياءْ
***
السّرٌ في مأساتِنا
صراخُنا أضخمُ من أصواتِنا
وسيفُنا…
أطولُ من قاماتِنا
***
ما دخلَ اليهودُ من حدودِنا
وإنما…
تسرَّبوا كالنمل من عيونِنا
***
يا أيها الأطفالْ:
من المحيطِ للخليجِ، أنتم سنابلُ الآمالْ
وأنتمُ الجيلُ الذي سيكسرُ ألأغلالْ
ويقتلُ الأفيونَ من رؤوسِنا
ويقتُلُ الخيالْ…
يا أيها الأطفالْ:
أنتُمْ-بعْدُ- طيِّبُونْ
وطاهرونَ، كالندى والثلجِ، طاهرونْ
لا تقرؤوا عن جيلنا المهزومِ، يا أطفالْ
فنحنُ خائبونْ
ونحنُ، مثلُ قشرةِ البطيخِ تافهونْ
ونحنُ منخورونْ..
منْخورونْ…
منخورونَ كالنِّعالْ
لا تقرؤوا أخبارَنا
لا تقبلوا أفكارَنا
لا تقتفوا آثارَنا
فنحنُ جيلُ القيءِ..والزهريِّ.. والسعالْ
ونحنُ جيلُ الدجْلِ، والرقصِ على الحبالْ
يا أيها الأطفالْ:
يا مطرَ الربيعِ، يا سنابلَ الآمالْ
أنتم بذورُ الخَصْبِ في حياتِنا العقيمةْ
وأنتُمُ الجيلُ الذي سيهزِمُ الهزيمةْ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق