اقلام حرة
همج هم الذين يتناحرون باسم الدين” (أ.د.حنا عيسى)
العلماء صُنفوا كهراطقة من قبل الكنيسة ، لكنهم كانوا في الحقيقة متدينين لإيمانهم بحدود الكون“
“الدين وأن ضعف بنظر العقل إلا انه يُقّوم اعوجاجالشعوب ويمنعها من الوقوع في الهمجية“
“لو ان كل المنتمين الى الدين بلغوا منتهاه وأدركوا لبّه لما كان في الارض غير دين واحد“
العلاقة بين الدين والدولة تمحورت في ثلاث اتجاهات على مر العصور وهي :-
(*الاتجاه الأول (علاقة خلط) (الثيوقراطية): ويقوم على الخلط بين الدين والدولة ، ومن ممثليه الثيوقراطية والتي تعنى لغويا الحكم الالهى ، ومن المذاهب الثيوقراطية نظريتي الحكم بالحق الالهى والعناية الالهية. وفى الفكر الإسلامي تقارب الثيوقراطيةمذهب الاستخلاف الخاص اى القول بأن الحاكم ينفرد دون الجماعة. بالاستخلاف عن الله في الأرض ، وهو مذهب قال بهبعض الخلفاء الأمويين والعباسيين ، وقال به الشيعة في حق ألائمة من أحفاد على (رضي الله عنه). غير أن هذا المذهب يخلط بين الاستخلاف الخاص المقصور على الأنبياء ، والذي انتهى بختم النبوة ووفاه الرسول محمد (ص) ، والاستخلاف العام للبشر، كما انه يساوى بين الانبياء والحكام أو الائمة في الدرجة.
*الاتجاه الثاني (علاقة فصل) (العلمانية): ويقوم على فصل الدين عن الدولة ، واهم ممثل له “العلمانية” التي كانت في الأصل جزء من الديانة المسيحية ، ثم تحول إلي تيار فكرى معين ظهر في مرحلة معينة من مراحل التاريخ الاوروبى ، ثم تحول إلى ثورة ضد تدخل الكنيسة في الحكم ، وانتهى إلي إقامة نظام علمانى في موقفه من الدين.
*الاتجاه الثالث (علاقة وحدة وتمييز)(الحل الإسلامي): ويقوم على أن علاقة الدين بالدولة علاقة وحدة (لا خلط) وتمييز (لا فصل). فهي علاقة وحدة (لا خلط) لان السلطة في الإسلام مقيدة بالقواعد القانونية التي لا تخضع للتغير والتطور مكانا وزمانا وبالتالي لا يباح تجاوزها ، والتي تسمي في علم القانون بـ “قواعد النظام العام” في حين تسمى باصطلاح القرآن “الحدود”، ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ ( البقرة: 229) : ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا ﴾ .(البقرة 187).