سفر الى العمق
في غفوة ليلٍ كئيب..
مع اول خيط للفجر
خرج مُمجِّدا هذا الصباح
يصلي على ابواب
النور ….
يتهجّد للفلاح
يقتفي أثر السّرور
مشبعٌ بأمل أخضر
يُعانق قمما تفتح ذراعيها للقادمين على مهل…
يَتوقُ للمطلق
إنْبَهَرَ بِالشمس كيف
تَضْحَكُ للحياة
فيسري الدِّفءُ في ثنايا
روحٍ انتظرت طويلا على مرافئ الشجن…
تتبرّجُ في حزن بالعتمة …نَِفخ فيها الشتاء
فتيَبَّسَتْ كالصّخْرِ
صدأت أنفاسها
فتقيّأت لغتها
في زمن خانه الإفصاح
ابهره النور يغالب العتمة
حتى تلين….
يناشد الشمس ان لا تغيب
حتى لا يأتي الليل على خارطة ماضيه من جديد
انطلق في نهم نحو الحياة
تنتظره عند اعتاب الصباح
ولادةٌ من رحم النور
ينتفض الكيان
يراقص شعاع الشمس
يغمره إشتهاء لعناقها
و شغف بخيوط النور
تحت سماء خلعت عنها الوشاح
فكشفت عن وجهها الجميل
في خجل و حياء…
تدفع عنها الغيوم ليظل بهاء الوجه
ينير…
و يتواصل الإحتفاء ….
في عنفوان التماهي
يعانق الشعاع
رقص و عناق
ترتوي عروق القلب
فينعتق الكيان من الأوهام…
إمتلأ بالحياة فظهر العمق
جليًّا ؛ بهِيًّا ….
تعلَّقْتْ الروح بالسموّ
فإنكسرت القيود
و سقط وِشاحُ السّماء
تجرَّدَ من عتمة المكان
و غَلَبَةِ الزمان
و سلم منتصرا بالجهد المنحوت….
سامية القاضي
