ثقافه وفكر حر
طلق خمسة في وقت واحد – مصطفى ستيت
طلق خمسة في وقت واحد
حكى الأصمعي أن رجلًا من العرب طَلَّقَ خَمسَ نسوة.
فقيل له: إِنّما يَجوزُ مُلك رَجلٍ على أربعِ نِسوة فكيفَ طَلَّقَ خمسًا.
قال: كان لِرجلٍ أربعُ نِسوة فَدخلَ عَليهِن يومًا فَوَجَدَهُنَّ مُتلاحياتٍ مُتنازِعات – وكان الرجلُ سِيءُ الخُلق – فقال: إلى متى هذا التَنازُع؟ ما أخالُ هذا الأمرَ إلا مِن قِبَلِك – يقولُ ذلك لامرأةٍ مِنهُن – اذهبي فأنتِ طالِق!
فقالت لَهُ صاحِبَتُها: عَجَّلتَ عليها بالطلاقِ، لو أدَّبتَها بِغَيرِ ذلك لكُنتَ حقيقًا، فقالَ لها: وأنتِ أيضًا طالِق!
فقالت له الثالثة: قَبَّحكَ الله! فَوالله لقد كانتا إليكَ مُحسِنَتينِ، وعليَك مُفْضِلَتين!
فقال: وأنتِ أيتها المُعَدِّدةُ أياديهما طالِقٌ أيضًا،
فقالت له الرابعةُ وكانت هِلالية وفيها أناةٌ شَديدةٌ – ضَاقَ صَدرُكَ عَن أنْ تُؤَدِّبَ نِساءَكَ إلا بالطلاق!
فقال لها: وأنتِ طالِقٌ أيضًا!
وكان ذلك بِمَسمَعٍ مِن جَارةٍ لَه، فأشَرَفَتْ عليهِ بعد أنْ سَمِعَت كلامَه، فقالت: والله ما شَهِدَتْ العَربُ عَليكَ وعلى قَومِكَ بالضَعف إلا لما بَلوه مِنكم ووجدوه منكم، أبَيتَ إلا طلاق نِسائَكَ في ساعةٍ واحدة!
قال: وأنتِ أيَّتُها المُؤَنِبَةُ المُتَكَلِّفَةُ طالِقٌ، إنْ أجازَ زَوجُك!
فأجابهُ زوجُها مِن داخل بيتِهِ: قَد أجزتْ! قد أجزتْ!