ثقافه وفكر حر
موظف عادل / قصة قصيرة بقلم عامر عودة
موظّف عادل!! – قصة قصيرة
يدخل عادل الى البنك، ويقف أمام الحاسوب ليحجز دوره عند أحد الموظّفين. فيُخرج له الحاسوب ورقة مطبوع عليها رقم، فيدرك أن هنالك خمسة أشخاص يسبقونه في الدور. لا بأس فسينهي عمله في البنك بالتأكيد خلال ساعة على الأكثر، ليُتِم أعمالا أخرى كثيرة في انتظاره. فاليوم عطلته الأسبوعية وقد صحا باكرا من اجل أن ينجز كافة أعماله.
كان الموظّف يلبي طلبات الزبائن ببطيء شديد. فجهاز التّلفون على طاولته لا يترك له مجالا لتنفيذ عمله كما يجب مع الزبون الجالس أمامه؛ اذ كان يلبّي طلبات المتصلين قبل طلبات الزبائن المنتظرين.. وبعد ساعة تقريبا من الانتظار، يأتي دور عادل، وقد بدأت أعصابه تنفد. وما أن بدأ بالكلام حتى رن جرس الجهاز الأهم من كل النّاس الذين تركوا أعمالهم وأشغالهم وأتوا الى البنك لقضاء احتياجاتهم..
– آلو.. أهلا استاذ.. كيف حالك؟… الله يسلمك.. على راسي استاذ.. ما هو رقم حسابك؟….. نعم.. لا تهتم……. رتبت لك الأمر……… هههههه حلوه… الله معك.
استمرت المكالمة عدة دقائق، يغلق بعدها الموظف سمّاعة الجهاز الأهم من ذلك الشخص الجالس أمامه، ثم يسأله وهو ينظر بالحاسوب الى وضع حسابه في البنك عن طلبه. وما أن بدأ عادل بالكلام مرة أخرى حتّى رنّ الهاتف مرة ثانية.. فيرفع الموظف السمّاعة ويبدأ بتنفيذ طلبات المتّصل..
ينظر عادل إلى ساعته.. فقد مرّ أكثر من رُبع ساعة وهو جالس أمام الموظّف الّذي لم ينهي مكالمته التليفونية الثانية بعد. وقد بدأ صبره ينفذ وغضبه يثور.. وتذكّر فجأة بأن عليه أن يعود إلى سيّارته حالا فقد انتهى الوقت المحدد لوقوفها بالموقف العمومي للسيّارات. وشرطة المدينة لا ترحم.. فصرخ في وجه الموظّف:
– ألا تريد أن تنهي هذه المكالمة؟؟ أكثر من ربع ساعة وأنا جالس امامك ولم تعِرني أهميّة.. كفى استهتارًا بالجمهور.. لقد حرقت يومي ولم أعمل شيئا بعد إلّا الانتظار لكي تنهي مكالماتك الهاتفيّة..
– نعم كفى استهتارًا بالنّاس أولادي الصّغار تركتهم في البيت لوحدهم…. لا يوجد عندكم إحساس.. صاحت إحدى النّساء.
وصرخ شاب عشريني بغضب:
– سأحطم تلفوناتكم الآن.. وهجم على الموظف ..
لكن احد الشّباب استطاع الإمساك به.. وحصل هرج ومرج داخل البنك.. وسُمعت بعض الشّتائم….أمّا عادل فقد خرج من البنك راكضا باتجاه سيارته.. فوجد الشّرطة بجانبها وقد بدأت بتحرير مخالفة وقوف للسّيارة. ولم تجد كل استجداءاته لإلغاء هذه المخالفة..
(عامر عودة)