شعر وشعراء
رائحة الزمن المحترق للشاعر الكبير صالح احمد كناعنة
*هل حقًا كُنّا نُشبِهُ بَعضَنا؟!
تَساءَلَ كفّي المُخَضّبُ بلونِ مَشاعِري،
وهو يَرى طِفلَتي تُسائِلُ كَفَّها؛ خَضَّبَهُ الوَردُ الذي لم يَمنَحها شَيئًا مِن نُعومَتِه!
* مَن لا يستطيعُ مُغادرَةَ قيعانِ اليَأسِ، وَوُحولَ التَّبَعِيَّةِ…
لن يَتَمَكَّنَ يومًا مِن مُعانَقَةِ قِمَمِ الحُرِّيَةِ، أو التّحقُّقِ منَ مَلامِحِ الفَرَحِ الحَقيقي.
* حينَ نَرتَضي العَيشَ في ظِلِّ الضَّبابِ،
ويستَهوينا تَأمّلُ الغيومِ السّوداءِ القاحِلَةِ وهي تَحتَلُ أجواءَنا،
ولا نَجِدُ وسيلَةً للخروجِ مِن حالَةِ السَّوادِ المُستَبِدِّ بِنا…
حتى الشّمسُ سَتبدو مُهانَةً مَحجوبَةً عَديمَةَ الحيلَةِ.
* هل حقًّا يَملِكُ الحُزنُ الفاجِعُ القُدرَةَ على شَلِّ قُدرَتِنا على شَمِّ رائِحَةِ الزَّمَنِ المُحتَرِقِ فينا؟!
* لكم عِشتُ أوهِمُ نَفسي أنَّني مَلَكتُ عُيونًا حاذِقَةً، حتى عايَنتُ عَجزَها عَن خِداعِ العَتمَةِ…
* تَحتَ هَولِ الرّهبَةِ؛ لن نَفهَمَ مَوعِظةَ الموتِ الوَحيدَة…
وحينَ نَألفُ زحفَ الحُطامِ فينا؛ نكونُ قد أنجزَنا قانونَ تَطَحْلُبِنا…
ولا تَعودُ نَهاراتُنا سوى مَنافِذَ للهاوِيَة..
ويُصبِحُ التِصاقُنا بالمجهولِ مِفتاحَ فراغاتِنا اللامُتناهية..
حيث تَمنحُ مَواسِمُ الضّبابِ أحلامَنا فَضيلةَ التّشَرنُق..
# بقلمي:- صالح أحمد (كناعنة)