اقلام حرة

طريق الآلام ، طريق السلام “.. و إختيار دلال مقاري باوش حمل لقب حمامة السلام

فاطمة البشيري / الرباط .. للسلام حكاية ، بدأت من فلسطين والقدس تحديدا ، عندما جاء السيد المسيح عليه السلام برسالة التسامح ، والغفران ، ( سلام الروح ـ وسلام الأمم ) . ومن القدس مدينة المقدسات الثلاث ، خرج الحواريون المبشرون الأوائل ( تلامذة السيد المسيح ) إلى العالم عبر أوروبا لينقلوا رسالة المعلم أوالمرشد الأول .

حيث تعتبر محطاتهم التبشيرية في عصرنا الحالي ، مزارا للحجاج المسيحين من أطراف العالم .

في رحلة حج إستثنائية تحمل عنوان ( طريق الآلام ، طريق السلام ) إختيرت الدكتورة دلال مقاري باوش لتكون ( حمامة السلام ) هذا الرمز الذي ستحمله فلسطينية ، ارتبطت رحلتها في الشتات والغربة بالآلام التي تبحث عن واحة للسلام !

بعد إختيارها لحمل هذا اللقب الجديد والمهمة الجديدة ، كان لنا معها هذا اللقاء الذي نسعى فيه إلى إلقاء الضوء على تجربة جديدة ، في رحلة الدكتورة دلال مقاري .

سؤال : لنبدأ من عنوان شعار الرحلة أو القافلة ( طريق الآلام طريق السلام ) من أين يستمد رسالته ؟

ج : جاءت كل الأديان لتخلص البشرية من آلامها ، لتهديها إلى طريق سلام الروح التي لن تضل الطريق إلى سلام الرب ورحمته .

إذن فالألم هو الأسبق ، كما أنه الدافع المحفز لبحثنا عن الخلاص والتعافي والسكينة والسلام . وما رحلتنا في هذه الحياة سوى سكينة وسلام تولد من رحم الألم .

فعنوان قافلة الحج هذه ، يستمد معناه من طبيعة الرحلة التي خاضتها البشرية للبحث عن السلام ، ورحلة الأنبياء لصناعة السلام ورحلة المبشرين لنقل السلام ، لكن دون أن نغفل العتبة الأولى والوجع الأول الذي دفع الإنسان للبحث عن البديل والخلاص .

سؤال :كيف تم أختيارك لتكوني حاملة لقب جديد( حمامة السلام ) ؟

ج : لم يكن هذا اللقب الأول الذي تكرمني به الكنائس في ألمانيا ، فقد تم إختياري اواخر شهر ديسمبر الماضي 2017 من ضمن أهم الشخصيات المدنية التي أثرت في الوجدان الألماني ، لما تحمله رسالتي من تسامح وحوار ، وقبول الآخر ، حيث تم تكريمي من قبل الكنيسة البروتستانتية في مدينة ريغن سبورغ ، ووضعت صورتي على رزنامة ( كالندة ) العام الجديد .

ونظرا لمسيرتي الطويلة في حوار الثقافات والأديان ، وحصولي على تكريمات وترشيحات آخرها ( ترشيحي لنيل جائزة نوبل للسلام ) ، فقد حظيت باهتمام المجتمع المدني والديني أيضا وخاصة بعد مشاركتي مؤخرا في مؤتمر للدفاع عن مدينة القدس ، مدينة الأديان السماوية المقدسة ، التي عرفت بتاريخ التسامح .

باعتقادي أن هذا الإختيار قد تم أيضا لكوني أحمل طريق الألم والأمل والسلام في مسيرة حياتي كمهاجرة متعددة الجنسيات تطمح إلى السلام العادل والشامل والنزيه للبشرية .

سؤال : ما هي المحطات التي ستمضي فيها ( طريق الآلام ،، طريق السلام ) ؟ وما هو البرنامج المرافق ؟

ج : ستنطلق قافلة الرحلة ، الحج ، مساء 7 يوليو ، بعد أمسية موسيقية شعرية صوفية ( حوار شرق غرب ) من المانيا ، متوجهة إلى إيطاليا كنيسة القديس بطرس المقدسي ،، وبعد ذلك الأماكن المقدسة في مدينة اللورد على الحدود الفرنسية الإسبانية ، وتنتهي يوم 15 اوغسطس في كاتدرائية سانتياغو دي كومبوستيلا في إسبانيا .

سيرافق هذا الحج الديني أمسيات شعرية ، وجلسات تأمل روحي ، ورياضات روحية وإحياء لمفهوم السلام في كل المحطات .

سؤال: وما هو دور حمامة السلام في هذه الرحلة ( طريق الآلام ، طريق السلام ) ؟

ج : اولا سأقدم مونودراما جديدة تتحدث عن درب الآلام الذي يقود إلى الإشراقة والأمل والسلام ، سأنقل آلآم الشعب الفلسطيني الطامح إلى السلام العادل بتحقيق دولته المستقلة على ارضنا في فلسطين ، كما سأقدم بعض الجلسات في الإسترخاء والتأمل الروحي والسلام الداخلي ، بإنعاش الفلسفة الصوفية وتقنيات البحث عن النبع الصافي .

سؤال : وهل سترافقين ( طريق الآلام ، طريق السلام ) في كل المحطات ؟والتي ستتجاوز مدتها الزمنية الشهر ونصف الشهر ؟

ج : للأسف لن أستطيع مرافقة القافلة في كل المحطات ، بسبب ارتباطاتي الأخرى وخاصة فعاليات ذكرى تأسيس معهدنا دراما بلا حدود الدولي ، والذي سيشهد فعاليات إحتفالية في مصر. ولكن صورتي ومقطتفات من المونودراما وثوبي الفلسطيني ، سيرافق القافلة ، كما أنني رشحت مجموعة من أعضاء معهد دراما بلا حدود لمرافقة القافلة في كل محطة ، لتعزيز دورنا في قافلة السلام .

أما أنا فسأرافقهم في خط البداية والإنطلاق ، وخط النهاية أيضا .

سؤال : ما هو المحرك الدينامو لحالة البحث والتجريب والعطاء في مسيرتك الحافلة ؟

ج : ” الحب ” هذه الطاقة الدافعة والمغيّرة والطامحة ، لأنه القوة والجمال ! الحب : هذه الورطة اللذيذة التي تحول الثبات إلى حركة ، والجمود إلى فعل والحروب إلى سلام ، قوة ،وتمنح جناحيك خفقة التحليق إلى كل المستحيلات ! هو الجسر اللامرئي الذي تعبر عليه أرواحنا لتلتقي بالآخر ، تزيت مصابيح الليل ،تضمد جرح الناي، تهدهد الحزن كي ينام ،

وحده الحب القادر على منحنا السلام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق