شعر وشعراء
تغريدة الشـــــــعر العربي السعيد عبد العاطي مبارك – الفايدي
((( دمشـــق في الشعر العربي — !! )))
” لا تقتلوا دمشق, فان ماتت سقط الحب والجمال والشعر والعالم بأسره, وودعت الحياة الدنيا.. فليس بعد الشام عمر ينتظر!”
مع عاشق دمشق نزار قباني و القصيدة الدمشقية
هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ إنّي أحبُّ وبعـضُ الحـبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرّحتمُ جسدي لسـالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
و لو فتحـتُم شراييني بمديتكـم سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا وما لقلـبي –إذا أحببـتُ- جـرّاحُ
الا تزال بخير دار فاطمة فالنهد مستنفر و الكحل صبّاح
يقول نزار قباني عن دمشق في قصيدته الرائعة الدمشقية ، وهي إحدى قصائد نزار قباني في مدح مدينة دمشق، كتبها أثناء اغترابه، وقد غنتها أصالة نصري.
سلام من صبا بردى أرق ودمع لا يكفكف يا دمشق
ومعذرة اليراعة والقوافي جلال الرزء عن وصف يدق
” أمير الشعراء أحمد شوقي – سلام من صبا بردي ”
قالوا (دِمَشْقُ) و(بَغْدادٌ) فقلتُ هما فَجْرٌ على الغَدِ مِن أَمْسَيْهِما انْبَثَقا
ما تَعْجَبونَ؟ أَمِنْ مَهْدَيْنِ قد جُمِعا أَم تَوْأَمَيْنِ على عَهْدَيْهِما اتَّفَقا
” الجواهري – دمشق يا جبهة المجد ”
حفظ الله سوريا الحبيبة و ظلت دمشق الفيحاء بغوطتها و ياسمينها و طيورها و أشعارها و معمارها و تراثها التليد يشهد بنبض الحسن و الجمال هذا
و لم لا فهي ملهمة الشعراء و العاشقين و اهل الفنون الجملة فهي أيقونة الشام الخالدة منذ فجر ضمير الانسانية .
مدخل الي دمشق من خلال منظور الشعراء :
هذه ” دمشق ” أو كما يطلق عليها الأراميين ” درمسق أو درمسوق ” كما ينطقها السريان .
وتعني في اللغة الهيروغلوفية ” الأرض المزهرة ” ، أو ” الحديقة المزهرة ” !! .
و من ثم تعتبر دمشق هي أجمل بلدان العالم العربي فقد كانت عاصمة للدولة الإسلامية، وظلت مضيئة لأكثر من أربعة آلاف عاما، حيث جمعت دمشق بين كل الثقافات والحضارات وتميزت بطابع خاص جعلت كل من فيها يعشقها وكل من يزروها يتغنى بجمالها .
و أخيرا فقد ساءت الأحوال بدمشق في الفترة الأخيرة نتيجة لسوء الأوضاع السياسية والأمنية و تصارع عليها قوي الشر طمعا في موقعها و جمالها و تاريخها فالحسد أطاح بها كما فعل بالأندلس جنة الأرض من قبل !! .
لكن ستخرج قوية معفاة من تحت الركام تنتفض تحكي موال العشق و الجمال بفضل رعاية الله عز وجل و بطولة شعبها الميمون و سيرحل كل قبيح عن أرضها و ستتعمر ديارها فكم تحطمت علي أسوار دمشق جحافل الشر و العدوان طول الدهر .
أنها حقا المدينة المزدهرة التي تغنى بها الشعراء والأدباء شرقا و غربا كما ينطق بها التاريخ و نهر بردي يحكي قصة العبقرية كما دونها شاعر العراق الجواهري و شوقي شاعر النيل العظيم .
و نجد المرأة السورية الجميلة و الشاعرة ” غادة السمان ” تعبر عن البيت الدمشقي و بساتين الياسمين و قلوب السوريين الممتلئة عشقا وحبا وجمالا و طيبة و كرما فتقول :
شاعرة السورية غادة السمان
أعرف أنني مهما ركبت من طائرات وقطعت من محيطات
ورقصت بين القارات، ما زلت أتسكع في الزقاق الشامي الذي
ولدتُ فيه جيئةً وذهاباً منذ طفولتي وحتى أموت…
ومهما اغتسلت في مياه التايمز والدانوب والسين
والميسيسيبي والراين، لا تزال مياه بردى تبللني وحدها ولا
تجف عني.
أعرف أنني أينما كنت، ما زلت في بيتي الدمشقي تحت ظل
عينيك يا حبيبي الوحيد، يا زين الشباب، يا قاسيون الأبد
و عندما نتجول مع الشعر و الشعراء عن رحلة الياسمين الدمشقية نتوقف مع ” البحتري ” حيث يقول عنها :
أما دمشق فقد أبدت محاسنها وقد وفى لك مطريها بما وعدا
قل للإمام الذي عمت فواضله شرقا وغربا فما نحصي لها عدد
و قد قال أمير الشعراء شوقي عنها :
سلام من صبا بردى أرق ودمع لا يكفكف يا دمشق
ومعذرة اليراعة والقوافي جلال الرزء عن وصف يدق
و يقول شاعر العرب الأكبر الجواهري عن دمشق في قصيدته الرائعة بعنوان ” دمشق يا جبهة المجد ” :
شَمَمْتُ تُرْبَكِ لا زُلْفى ولا مَلَقا وسِرْتُ قَصْدَكِ لا خِبّاً، ولا مَذِقا
وما وَجَدْتُ إلى لُقْياكِ مُنْعَطَفاً إلاّ إليكِ،ولا أَلْفَيْتُ مُفْتَرَقا
كنتِ الطَّريقَ إلى هاوٍ تُنازِعُهُ نفسٌ تَسُدُّ عليهِ دونَها الطُّرُقا
قالوا (دِمَشْقُ) و(بَغْدادٌ) فقلتُ هما فَجْرٌ على الغَدِ مِن أَمْسَيْهِما انْبَثَقا
ما تَعْجَبونَ؟ أَمِنْ مَهْدَيْنِ قد جُمِعا أَم تَوْأَمَيْنِ على عَهْدَيْهِما اتَّفَقا
أَم صامِدَيْنِ يَرُبَّانِ المَصيرَ مَعاً حُبَّاً ويَقْتَسِمانِ الأَمْنَ والفَرَقا
و يقول الشاعر إبراهيم اليازجي عن دمشق :
هذا الغريب الذي أبكي دمشق وقد لاقي من البين في أسفاره أجلا
أبقى لآل قلاووز الكرام أسى مدى الزمان يلاقي مدمعاً هطلا
و يقول أدونيس عنها :
فالكونُ من ورقٍ وريحِ
ودمشقُ سرّة ياسمينْ
حُبلى،
تمدّ أريجَها
سقفاً
وتنتظرُ الجنينْ.
و ها هو شاعر الزيتون و القدس و المقاومة محمود درويش يتغني بحسن و جمال ياسمين دمشق :
من الأزرق ابتدأ البحر
هذا النهار يعود من الأبيض السابق
الآن جئت من الأحمر اللاحق..
اغتسلي يا دمشق بلوني
ليولد في الزمن العربي نهار
أحاصركم: قاتلا أو قتيل
و أسألكم .شاهدا أو شهيد
متى تفرجون عن النهر. حتى أعود إلى الماء أزرق
دمشق. ارتدتني يداك دمشق ارتديت يديك
كأن الخريطة صوت يفرخ في الصخر
نادى و حركني
ثم نادى ..و فجرني
ثم نادى.. و قطرّني كالرخام المذاب
و نختم بقول الشاعر راشد حسين عن شموع دمشق :
كما ينتهي كلٌّ حبٍ كبيرٍ بدمعهْ
تنتهي …
تنتهي كل شمعهْ
ولكنني في دمشقَ
أكتبُ شعراً وحباً وحرباً
على ضوء شمعهْ
وأعرفُ ..
بعض شموعِ الحروبِ تموتُ بسرعهْ
لكنني في دمشقَ
وشمعُ دمشقَ عزيزُ الدموعِ
وكل الشموع التي في دمشقَ تحبُّ
وتعرفُ كيفَ تحبُّ
وكيفَ تعيشُ
==
و نقدم نموذجا لعاشق دمشق و الياسمين نزار قباني و رائعته المغناة بعنوان ” القصيدة الدمشقية ” يقول في مطلعها :
هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ إنّي أحبُّ وبعـضُ الحـبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرّحتمُ جسدي لسـالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
و لو فتحـتُم شراييني بمديتكـم سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا وما لقلـبي –إذا أحببـتُ- جـرّاحُ
الا تزال بخير دار فاطمة فالنهد مستنفر و الكحل صبّاح
ان النبيذ هنا نار معطرة فهل عيون نساء الشام أقداح
مآذنُ الشّـامِ تبكـي إذ تعانقـني و للمـآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمـينِ حقـولٌ في منازلنـا وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتـاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنـا فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ “أبي المعتزِّ” منتظرٌ ووجهُ “فائزةٍ” حلوٌ و لمـاحُ
هنا جذوري هنا قلبي هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟ هل في العشقِ إيضاحُ؟
كم من دمشقيةٍ باعـت أسـاورَها حتّى أغازلها والشعـرُ مفتـاحُ
أتيتُ يا شجرَ الصفصافِ معتذراً فهل تسامحُ هيفاءٌ ووضّـاحُ؟
خمسونَ عاماً وأجزائي مبعثرةٌ فوقَ المحيطِ وما في الأفقِ مصباحُ
تقاذفتني بحـارٌ لا ضفـافَ لها وطاردتني شيـاطينٌ وأشبـاحُ
أقاتلُ القبحَ في شعري وفي أدبي حتى يفتّـحَ نوّارٌ وقـدّاحُ
ما للعروبـةِ تبدو مثلَ أرملةٍ؟ أليسَ في كتبِ التاريخِ أفراحُ؟
والشعرُ ماذا سيبقى من أصالتهِ؟ إذا تولاهُ نصَّـابٌ ومـدّاحُ؟
وكيفَ نكتبُ والأقفالُ في فمنا؟ وكلُّ ثانيـةٍ يأتيـك سـفّاحُ؟
حملت شعري على ظهري فأتعبني ماذا من الشعرِ يبقى حينَ يرتاحُ؟
حفظ الله سوريا الحبيبة و ظلت دمشق الفيحاء بغوطتها و ريفها و ياسمينها و طيورها و أشعارها نابضة بالحسن و الجمال دائما
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله