نشاطات

رسالة اله حضارة اشور التاريخيه؟؟عبر همسة سماء الثقافه الدنمارك

12642443_657003574440154_5623968497311741237_nلقد وصلني مضمون خطابك أيها الإله السوري بعل ، والذي نقش مسماريا قبل الميلاد ب 5000 عام ، خاطبت فيه السوريين بما معناه : “أن حطموا سيوفكم وتناولوا معاولكم واتبعوني لنزرع السلام والمحبة في كبد الأرض” .. إنها حتما رسالة تستحق على مضمون كلماتها أيها الإله السوري القديم جائزة نوبل للسلام ، عفوا ، اعتقد أنك ستعترض رافضا قبول هكذا جوائز ، لا لشيء إلا لأنها أصبحت تمنح لكبار مصاصي الدماء ، إني أتفهم سبب اعتراضك وأحترمه ، فعلى أي حال لا أعتقد أن كلماتك هذه المنقوشة على الحجر توحي بأنك ممتهن لمص الدماء كباقي الآلهة الأخرى المغتبطة بسلطانها والمتماهية مع البعوض الصيفي في هواية مص الدماء .. أيها الإله الصديق بعل ، أيها الإله الفلاح المسالم بعل ، لقد آمنت بندائك الوديع وحملت معولي لكن لا سيف لي لأحطمه ، حتى وإن صادف أن كان بحوزتي سيف فلن أعدك بتحطيمه ، بل سأحتفظ به تحسبا ، لأنه وكما ترى أيها الصديق بعل ليست كل الآلهة ناضجة كمثل نضجك .. أما مسألة الحب فإني أنبؤك أني لم أجد فائضا من بذور الحب لأزرعها ، فارتأيت من باب الإجتهاد أن أزرع حبي مع جذور كرمة ، فاكتفيت بنقش الأرض وواريت جذرين لدالية عنب (كرمة) التراب ، وأنا المحب لخمرة عناقيد العنب لما لها من أثر محمود على روح الإنسان المجهدة بمآسيها المستكثرة ، أعتقد أيها الإله بعل أن صديقنا ديونيزوس سيبهج بسماع الخبر ، كيف لا وهو المدمن خمرا مثلي ، سنعزمه إذن إذا ما نضجت الدالية وجادت بوفير عناقيدها ، سنجني أنضج العناقيد وأطيبها وسنترك البعض منها لأجناس الطيور على سبيل الزكاة ، أما نصيبنا الذي جنيناه سنعصره ونودعه في برميل خشيبي ونتركه للبكتيريا الصديقة تفعل فيه فعلتها التخميرية ، وعندما يختمر العنب سيطرب ديونيزوس أسماعنا بأبهى قصائده .. لكني أقسم لك أني لن أسمح لديونيزوس بالدخول إلى كوخي المهتريء هذا إن لم يحظر بصحبته باخوسياته المتوحشات الجميلات ، إذ لا قيمة للحن ولا لأشعاره ولا أثر لها على روحي بل ولا طعم أيضا لنبيذي في غياب رقص الباخوسيات الساحر .. لكم أعشقهن يا صديقي .. سأستأجر من الثيران قرونها لأسخرها أكوابا للنبيذ ، على الطريقة النوردية تماما ، لكن قبل ذلك وإلى أن يحين حين ذلك الحين أقترح عليك هذه الترنيمة التي مرت بخاطري في لحظة سكر :
المجد لعصارة العنقود المخمر
المعتق ، من به وحده لا شريك له
ننفصم عن كذبتنا العاقلة ،
لنتوحد بحقيقتنا اللاعاقلة ..
المجد لعصارة العنب المخمرة المعتقة ،
التي تسرقنا من وهمنا الواعي إلى حقيقتنا اللاواعية ..
لك عني أيها الصديق بعل إني أجفف الأرض بالكلمات ، لك بمعية ديونيزوس إتمام الترنيمة أما أنا وكما تعلم لست من محترفي الترنيم .. حتى وإن صادف يوما أن تطفلت ورنمت بلا نبيذ فغالبا ما يرافق ذلك نهاية مأساوية لمآل الكلمات ، لذا ومن باب الرفق بالكلمات سأترك لك ولديونيزوس لذة الترنيم ..
إلى حين ذاك الحين لك مني أيها الإله الصديق سلاما وحبا .
 

 

 
 
 

مقالات ذات صلة

إغلاق