مقالات

كتب محمد جبر الريفي عن الرئيس المصري القومي جمال عبد الناصر بذكرى ميلاده

يبقى عبد الناصر الذي مضى على ميلاده مائة عام خالدا في الذاكرة القومية العربية لما كان يتمتع به من تأييد جماهيري عربي من المحيط إلى الخليج قل نظير له في العصر الحديث وذلك بسبب مواقفه القومية خاصة من قضية الصراع العربي الصهيوني حيث ظل متمسكا بهدف تحرير فلسطين من البحر إلى النهر ولم تحط من إرادته القومية مؤمرات ومخططات الدول الاستعمارية التي واجهته بحلف بغداد وبالعدوان الثلاثي وبرفض البنك الدولي التي تسيطر عليه الولايات المتحدة بتقديم المساعدة المالية لبناء السد العالي وبانفصال سوريا الإقليم الشمالي في دولة الجمهورية العربية المتحدة دولة اول وحدة عربية في العصر الحديث فبقى عبد الناصر رغم كل هذه المؤمرات رافعا راية القومية العربية و الوحدة العربية وتحرير فلسطين الأمر الذي ألب علية القوى الرجعية العربية وبذلك التقت أهداف الكيان الصهيوني مع قوى الغرب الاستعماري والقوى الرجعية العربية في معاداة هذا الزعيم الخالد الذي كان يقود المد القومي في أعظم فترات صعوده حتى كان عدوان يونيو 67 ذروة التآمر العدواني على أهداف الأمة العربية في التحرر القومي من الاستعمار وتحقيق الوحدة بين شعوبها ولكن رغم نتيجة هذا العدوان القاسية التي طغت على مشاعر الجماهير العربية إلا أن عبد الناصر ظل متمسكا بمواقفه الوطنية والقومية التحررية ولم يتحول عنها بذريعة التكيف مع تيار الواقعية السياسية الذي أخذت مفرداته تسود في الخطاب السياسي العربي حتى وصلت اليوم إلى ما هو عليه النظام العربي الرسمي من تهميش للقضية الفلسطينية والركض وراء التطبيع مع الكيان الصهيوني حتى قبل التوصل إلى تسوية سياسية للصراع لذلك ما احوج الأمة العربية اليوم إلى قائد عربي في مثل قامة عبد الناصر ليقود حركتها القومية التحررية في زمن عربي رديء ساد فيه تيار الخنوع والتفريط والتسليم بالمخطط الأمريكي الصهيوني الذي يسعى الى اعادة تقسيم المنطقة امعانا أكثر في التجزئة السياسية الممنهجة وإلى تصفية القضية الفلسطينية تصفية نهائية وإلى خلق شرق أوسط جديد خال من الرابطة القومية العربية يتشكل على أساس طائفي وعرقي تتمتع به دولة الكيان بالهيمنة السياسية والاقتصادية والأمنية ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق