مقالات

الحزب النباتي في الدنمارك، يعد نفسه لدخول المعترك السياسي الدنماركي بشدة، ويتطلع نحو الصعود إلى البرلمان

كتب الاعلامي هاني الريس الدنمارك

خمسة أهداف رئيسية ومركزية، يضعها حزب النباتيين في الدنمارك، الذي نشأ وترعرع خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وحصل للتو على موافقة وزارة الشؤون الاجتماعية والداخلية، لإعلان الاشهار والترشح للانتخابات الدنماركية القادمة، بعد أن جمع مايزيد عن 20.182 ألف صوت من أصوات الناخبين، التي قد تؤهله لخوض غمار السياسة الدنماركية، والوصول إلى البرلمان في الانتخابات التشريعية القادمة، والأهداف الرئيسية الخمسة، التي وضعها موضع التركيز والاهتمام المباشر، والتطلع لانجاحها هي: الرفق بالحيوان ورفاهيتة ومعاملته بشكل عاطفي، وصحيح، وحمايته من الألم والمعاناة، بوصفه أحد الكائنات الحية، وتنظيم الإنتاج الغذائي المستدام وعدم إهدار الكميات الضخمة من الطعام، والصحة العامة، والبيئة، والتنوع البيولوجي.

وعلى الرغم من أن البرنامج السياسي للحزب، يركز فقط على هذه الثوابت المحلية الخمسة، وليست لديه سياسية خارجية معروفة بعد، ويواجه العديد من الانتقادات الصريحة، من قبل الاحزاب، التي تتمتع بنفس التوجه، وقطاعات كثيرة في المجتمع الدنماركي، إلا أن هناك مجاميع واسعة في صفوف المجتمع، وبخاصة من فئات الشباب، يعلنون بشدة عن رغبتهم في دعم برنامج الحزب، و سياساته الواضحة والصريحة، التي يمكن لها أن تكفل الحفاض على الثروة الحيوانية، والزراعة، والإنتاج الغذائي، والصحة العامة، والبيئة والمناخ النظيف، والتخفيف من هدر الغداء بكميات هائلة ومجنونة.

وعلى مدار العامين الماضيين، قاتلت قيادات الحزب وقاعدته، على إثبات صحة توجهاتهم نحو مسائل الرفق بالحيوان، الذي ظل يواجه ظروف قاسية وصعبة في المعاملة، والاذى المستمر والازعاج، وتنظيم الاعتصامات والمسيرات والاحتجاجات الصاخبة، المنادية بتعاطف الإنسان مع الحيوانات، وحظر دبحها في المسالخ، وتجميعها في حضائر لا تنطبق عليها شروط الصحة الضرورية المطلوبة، والراحة والتعاطف والرافة .

مؤتمر صحفي :

في 28 أيلول/ سبتمبر 2020، وبعد موافقة وزارة الشؤون الاجتماعية والداخلية، على منح الحزب الترخيص الرسمي، ومباشرة العمل على المسرح السياسي الدنماركي، عقد الحزب مؤتمرا صحفيا، في قاعة كودبين (Kodbyen) في كوبنهاجن، استعرضت فيه قيادات الحزب، عدة قضايا رئيسية مهمة للعمل الراهن، والمستقبلي، الذي يرتكز عليه البرنامج السياسي للحزب، و كذلك التطلعات المامؤلة، وقال مؤسس الحزب وزعيمه، هنريك فيندفيلت (28 عاماً) الذي تسلم القيادة بدلا عن المؤسس المشارك المستقيل، مايكل مونبيرج، خلال المؤتمر الصحفي:” هناك بالإضافة إلى المهام الرئيسية المركزية للتوجهات السياسية للحزب، اديولوجيتين رئيسيتين، الأولى هي نباتية صرفة، والثانية بيئية ومناخية صحية متطورة، ونسعى للمضي فيهما بشكل صحيح ومنسق.

وأضاف :” بصراحة، تعتبر الظروف الحياتية للحيوانات في الدنمارك، قاسية وصعبة للغاية، وأنها مروعة وتعاني من جحيم صنع الإنسان، حيث تتم تربيتها بشكل ضار وغير صحيح، بقصد الاستفادة التامة من النمو التوربيئي، وذلك عن طريق الاحتفاظ بها في الالاف المجمعات الصناعية غير الملائمة، ومن دون وجود الرعاية الصحية والغدائية المطلوبة، ولذلك يريد الحزب، وضع الشروط الأساسية للرعاية والرفق بالحيوان بصورة جادة وصحيحة، و اضاف، ولانه بشكل عام لم يبقى شيءٍ من الطبيعة الدنماركية، إلا وقد تشوه بالفعل، وقد حدث ذلك الامر بصرف مليارات الكرونات الدنماركية، من دافعي الضرائب الدنماركيين، الذين اضطروا من خلال القوانين الخاطئة، أن يدفعوا اثمان باهضة لتدمير تلك الطبيعة الجميلة، وعليه فان الحزب سوف يطالب بالغاء الزراعة التقليدية على الفور، عندما يحالفه الحظ بالصعود إلى قبة البرلمان الدنماركي، في الانتخابات التشريعية القادمة، والعمل على وضع الحيوانات والطبيعة في المقام الأول من مطالبه المركزية .

وأما الناطقة السياسية باسم الحزب، ليزيل فاد اولسن، فإنها قد دعت من خلال المؤتمر الصحفي، إلى اتخاد إجراءات مناخية جادة وصارمة، وقالت :” أن مهمتنا الرئيسية اليوم وفي المستقبل، بدل كافة الجهود والامكانيات من أجل حماية اوضاع الطبيعة التي تحيط بنا، والحيوانات الأليفة التي نحيط أنفسنا حولها، وأضافت، نحن نعتبر مثل هذه الإجراءات بمثابة قوة هائلة، وجزء من العمل الظروري المطلوب، الذي نظل نتطلع له دائمآ، سواء على مستوى اليوم، أو في مسار المستقبل، وفي الوقت نفسه، يجب وضع حد لمواصلة الدنمارك، في العمل على تربية وتسمين أكثر من 200 مليون حيوان أليف سنويا، وفي نفس ذلك الوقت، لن نتوقف عن طرح المطالب الحقيقية والمشروع نحو حماية أوضاع حقوق الحيوان، وكذلك الطبيعة والمناخ والصحة العامة، والتنوع البيولوجي، والإنتاج الغذائي المستدام، وتوفير مختلف شروط الحياة الكريمة سواء بالنسبة للانسان، أو الحيوانات، التي تحيط من حولنا على مستوى كوكب الأرض .

هاني الريس
28 أيلول/ سبتمبر 2020

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق