اقلام حرة

بالمال ولا بالجوال!! – قصة قصيرة /عامر عودة

بالمال ولا بالجوال!! – قصة قصيرة

يعود الزوج من عمله في المساء كعادته متعبا. ويجلس على المائدة منتظرا طعامه الذي تعده زوجته.. وفي هذه اللحظة تأتيه مكالمة من ابنته التي تتعلم في جامعة تل ابيب. وكان صوتها مترددا خجولا، الأمر الذي أقلقه.
– ما بك يا ابنتي هل هناك شيء يضايقك؟!
– … بصراحة أبي… انا بحاجة للنقود.. فالمكان الذي أعمل به لم يدخل إلى حسابي نقودا بعد.. وقد دخل عيد اليهود.. وغدا الخميس.. و…
قاطعها الأب بضحكة عالية وقال لها:
– هذه ليست مشكلة. سأدخل إلى حسابك حالا مبلغا من المال.
وفي الحال يفتح جواله ويدخل إلى حسابه في البنك. وبكبسة زر يحول مبلغا من المال لحسابها الخاص. ثم يأكل وجبته بشهية ويشرب قهوته ويمسك جواله ضاغطا رقم ابنته ليتأكد من أن المبلغ قد دخل فعلا الى حسابها في البنك.. لكنها لم ترد على المكالمة. فيحاول بعد عدة دقائق مرة ثانية.. وثالثة.. وعاشره… لكن دون جدوى. وحاولت زوجته هي الأخرى الاتصال بابنتها لكن أيضا دون فائدة!! فقلقا الزوجين وخافا على مصير ابنتهما..
ويرن جوال الأم فجأة.. الرقم المتصل غريب.. ليس رقم ابنتهم. لكن عندما ردت على المكالمة كانت ابنتها هي المتصلة. وكانت تبكي.. فقد وقع جوالها، الذي اشترته حديثا، من يدها وكسرت شاشته، وهي تتصل الآن من جوال صديقتها. والمشكلة أنها لا تستطيع اصلاحه، فقد دخل عيد اليهود وجميع المحلات مغلقة وكذلك يومي الجمعة والسبت. واذا ارسلته للتصليح يوم الأحد لن يخرج قبل يوم الاثنين او الثلاثاء. وهكذا ستبقى مقطوعة عن العالم اسبوعا كاملا ولا يستطيع احد التواصل معها!!
يرق قلب الام وتدمع عيناها.. فكيف تترك ابنتها في تل أبيب أسبوعا كاملا دون ان تتواصل معها لتعرف أخبارها وتطمئن عليها؟! فتلتفت الى زوجها، القلق هو الآخر، وتقول له:
– يجب ان نذهب الآن لنحضر ابنتنا الى البيت. وغدا ستصلح جوالها هنا في الناصرة، فالمحلات هنا لا تغلق على أعياد اليهود..
يفتح الأب جواله ويدخل الى حسابه في البنك مرة أخرى.. ويفحص رصيده وحسابات التوفير لديه.. ويكلم نفسه بصوت عال: ” لو نقلت كل ما نملك من مال في البنك إلى حساب ابنتي فلن أحل مشكلة جوالها المعطل!!
ويقوم استعدادا للسفر..
(عامر عوده)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق