لامية الحياة
حَياةٌ تَعَتَّقَ فيها الأَمَلْ
كَغَيْمٍ تَكاثَرَ ثُمَّ هَطَلْ
تَجودُ بِبَسْمَتِها نَغَماً
تَليقُ بِها كَلِماتُ الْغَزَلْ
كَبَحْرٍ تَكاتَفَ في مَوْجِهِ
فَأَسْبَلَ دَمْعاً وَلَمّا نَزَلْ
كَقَطْرِ الْنَدى حَطَّ فَوْقَ الْرُبى
أَسيلُ خُدودِهِ يَهْوى الْبَلَلْ
وَبَيْنَ انْثِيالِ أَريجِ الْلُمى
وَبَيْنَ انْسِيابِ عَبيرِ الْمُقَلْ
فَحيناً يُشَقْشِقُ دَحْنونَها
وَقَدْ أَيْنَعَتْ دُرَراً حَيْثُ حَلْ
وَحيناً يُشِعُّ بَهاءُ الْمُنى
إِذا ظَمِئَتْ قَدْ رَواها الْعَسَلْ
فَقُلْ لِظُنونِكَ أَنْ غادِري
لِأُنْثى الْبَهاءِ لَتَحْلو الْجُمَلْ
وَأَحْسِنْ لِدُنْياكَ مُسْتَبْشِراً
فَهَلاّ سَعَيْتَ لِوَقْتِ الْعَمَلْ
وَحينَ الأَماني تَنالُ الْعُلا
تَخالُ الْزَمانَ لَيَجْلو الْمَلَلْ
فَيا خَيْرَها يَعْتَلي هامَها
وَيا فَرْحَها بِالْرَبيعِ اكْتَمَلْ
فَطوبى لِمَنْ لِلْصَلاحِ احْتَكَمْ
وَطوبى لِمَنْ بِالْوَصايا احْتَفَلْ
وَسُبْحانَ رَبّي عَلَيْهِ اتّكِلْ
فَمَنْ سارَ بِالْدَرْبِ حَتْماً وَصَلْ
إسراء حيدر محمود