يصادف في هذا الشهر مرور 824 سنة على رحيل صلاح الدين الأيوبي بطل معركة حطين وفاتح القدس.

لصلاح الدين الايوبي مكانة خاصة في قلوب العرب والملسمين، بفضل ما أنجزه من بطولات، فهذا القائد تمكن من توحيد مصر والشام والحجاز وتهامة واليمن، بعد أن قضى على الخلافة الفاطمية التي استمرت 262 عاماً.

تمكن صلاح الدين من  استعادة معظم الأراضي المقدسة التي كان الصليبيون قد استولوا عليها في أواخر القرن الحادي عشر كفلسطين ولبنان بما فيها مدينة القدس، بعد أن هزم جيش بيت المقدس هزيمة نكراء.

وشكّل السلطان صلاح الدين الأيوبي حالة رعب لأوروبا حتى ان النسوة  بتن يُخَوّفن الأطفال به وكأنه شخصية أسطورية.

ما لا يعرفه البعض أن لقبه هو “صلاح الدين والدنيا الأيوبي” بينما اسمه الحقيقي هو يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب الدُويني التكريتي ويكنّى بـ  أبي المُظَفَر.

يعود أصله الى قرية “دوين” وهي قرية كردية على مقربة من أرمينيا ويعود نسب اسرته إلى الكرد الروانديين، فيما يرفض بعض ملوك الأيوبيين هذا النسب وينسبون أنفسهم للعرب.

ولد في تكريت العراقية عام 532 هـ/1138م في آخر يوم  من ولاية والده نجم الدين أيوب على قلعة تكريت.

مهما اختلف الكرد والعرب على نسبه، لا يمكن لأحد أن ينكر أن السلطان صلاح الدين الأيوبي هو شخصية تغنّى التاريخ بإنجازاتها في مجالات الوحدة والإرادة والتصميم وإعادة الهيبة للأمة الإسلامية في وقت كان المجتمع الإسلامي يعاني من التفكك والإنحلال والإحتلال الصليبي لبعض أجزائه.

دام حُكم صلاح الدين 24 سنة، قضى 16 منها  محارباً على سرج الخيول.

توفي في العاصمة السورية دمشق عن عمر يناهز السابعة والخمسون عاماً،  فتولى الحكم من بعده ولده نور الدين علي.

وقد أمر أحد القضاة حينها بدفن سيف صلاح الدين معه في القبر قائلاً له:”هذا تتوكأ عليه إلى الجنّة”.