ثقافه وفكر حر
كتب ألروائي والشاعر صديق سالم ألفارسي لهمسة سماء ألثقافه
مواقف أبكتني بحرقه. ٠١/ ٠١
إخواني وأبنائي وأهل محبتي.
بِسْم الله والصلاة والسلام على رسول الله.
١٥/ ٠٤/ ١٤٣٧ هـ
من نبضات أفكاري.
كنت أستمع الى أسئلة المستمعين للعلماء عن طريق المذياع يوم أمس.
وقد كان من ضمن الأسئلة التي طرحت من أحد المستمعين على فضيلة الشيخ هو.
أن السائل يسأل الشيخ هل عليه من إثم كونه تزوج زوجةً ولم تكن بكراً كما كان يتوقعها.
وقد قام بتطليقها وإخبار أهله وأهلها عن سبب الطلاق.
وهو يريد أن يعلم إن كان عليه إثم بسبب كشف أمرها امام الأهل.
بطبيعة الحال أفتاه الشيخ أنه لا إثم عليه في ذلك وأكتفى بهذا الرد.
فلم أتمالك نفسي وقد غلبتني العبرة الحارقة في عيني على هذه المسكينة التي لم أستطع مجرد تخيل حجم النكبة التي حلت عليها والمصيبة التي دمرت حياتها وما يتبعها من بلاء وهلاك للحرث والنسل.
ومع تقديري لفتوى الشيخ الذي أفتى بعلمه.
وكنت اتمنى لو ضم للعلم الذي أفتى به شيء من التوجيه الى ماكان ينبغي على السائل من الحكمة في الدفع بالتي هي أحسن.
ثم أليس من الواجب على المسلم ستر اخيه المسلم.
أليس من حق المسلم على المسلم ألا يخذله.
لقد كان على الشيخ ألا يكتفي ببيان الحكم الشرعي فقط في حق السائل.
بل كان عليه أن يوضح الحكم الشرعي المتعلق بباقي جوانب الموضوع.
وما يقتضيه العقل والدين والمنطق والخلق ودفع ماهو أسوأ بخير الوسائل وأفضل الطرق.
يقول تعالى: إدفع بالتي هي أحسن ) الآيه.
انا هنا لا أدافع عن سلوك شاذ ولا عن خلق سيّء ولا عن تصرفات خاطئةً.
ولكن أشفق على نفس ضعيفة تعثرت بحبال الشيطان وقد كان ماكان.
إن أمام من ابتلي بذلك احد ثلاثة أمور.
إما الإستجابة لأمر الله تعالى :
فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً ) الآيه.
وإما ( فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) الآيه.
وإما إدفع بالتي هي أحسن ) الآية.
ولم أجد في كتاب الله تعالى ولا في حديث نبوي ولا في قصص الحكماء والعقلاء من يقول أو يروي الفضيحة بجلاجل.
بل لقد أمرنا بالستر ليس تفضلاً منا على من ابتلي بشيء من الرزايا وانما واجب علينا ولمصلحة الأمة من الضياع والهلاك
ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة ) الحديث.
من منا لا يرغب أن يستره الله يوم القيامة.
ثم الا تخشى ايها السائل أن الله تعالى قد وضعك تحت الإختبار بهذه المسكينة ليرى منك ماذا ستعمل وكيف تتصرف ومامدى قوة صبرك وإحتسابك.
لماذا لا تري الله تعالى من نفسك خيراً.
إنما الصبر عند الصدمة الأولى ) الحديث.
اللهم جنبنا الفتن ماظهر منها وما بطن وصلى الله وسلم على سيدنا محمد.
وإلى اللقاء القادم رعاكم الله تعالى. ?