شعر وشعراء

للعشقِ فُصولْ}} شعر::عاطف ابو بكر/ابو فرح

{{للعشقِ فُصولْ}}
شعر::عاطف ابو بكر/ابو فرح
————————————–
١-
يا بوْحها محبوبتي
هذا الصباحْ

قولٌ يضمِّدُ في
دمي كلّ الجراحْ

عسَلٌ أقولُ كلامَها
أم أنَّهُ ماءٌ قراحْ؟

وإذا رأيْتَ عيونها
يمْتَدُّ في وُسْعِ
المَدى زهْرُ الأقاحْ

كلُّ الكلامِ الحُلْوِ يُطْبعُ
ها هُنا ،لا شيءَ مِنْ
سِحْرِ الكلامِ الحُلْوِ
تَذْروهُ الرياحْ
٢-
يا امْرأةً إنْ قلتُ بأنِّي
أهْواها فأنا صادِقْ

أُقْسمُ بالكعبَةِ والخالِقْ

وَأنا لا بثْنيني أنْ أُعْلنَ
حُبِّي في مَلأٍ عائقْ

هل أنتِ بنَفْس النِسبةِ
تَهْويني ..والقلبُ سيَفْتحُ
لي باباً،لو كنتُ أنا الطارقْ؟

فِعْلاً أهواكِ ،ولمَ أعْرِفْ أنِّي
بعدَ الستِّينِ أعودُ كما في
عِزِّ شَبابي،مَغْروماً أو عاشِقْ
٣-
أحْسبُ أنَّ علاقَتنا أقوى
مِنْ بُنْيانٍ مَرصوصْ

أنَّ اللهَ مُكافأةً لي
أرسلَ إحْدى الحوريَّاتِ
لِتَهْواني مَخْصوصْ

لم تَبْلغْ أيَّامُ هَوانا شهْراً
بعدُ واكنُّي،أُعْلنُ أنِّي لو
عِشْتُ قُروناً وحبيبي لن
يَشْهدَ ساعاتٍ وَثَوانٍ حُبِّي
ندَمٌ وَنُكوصْ

فأنا أهْواكِ وأعْرفُ أنَّ
هناكَ بُدُنيا العُشَّاقِ خِداعٌ
شُذَّاذٌ ولِصوصْ

لكنِّي كالحِرْصِ على عيْنَيَّ
عليْكِ حَريصْ
٤-
وَسحْرُ عُيونِ أحلى الريمِ
في عَيْنَيْكِ تَختصِري

أخَذْتِ جمالَها الخَلَّابْ
ولمْ تُبْقي ولم تَذَري

نظَرتُ إليْكِ مَفْتوناً
لقدَ زَغْوَلْتِ لي نَظَري

فَرُحمى ربَّنا بالقلبِ
والعبْنَيْنِْ..فقد صارَتْ
بُعَيْدَ غَرامَها قَدَري

فلمْ يَنْفعْ معي عقْلي
ولمْ بنفَعْ معي حَذَري

فقلبي أعْلنَ العِصْيانْ
وَضَجَّ الليْلُ منْ سَهَري

رفَعْتُ الرايَةَ البيْضاءْ
كَتسْليمٍ لِمُنتَصِرِ
٥-
صُبْحاً لا أتَذَكَّرُ إلَّاها

تعْذرني ،لو شُفْتَ حَلاها

لو وُصِفَتْ للناسِ لَحاروا،
مِنْ سِحْرٍ رَبُّكَ أعْطاها

لو سارَتْ في دَرْبٍ لَتَباهى

أو شمَّتْ وَرْداً حَيَّاها

مَنْ يوْماً في دَرْبٍ لاقاها

لن أبداً أبداً ينْساها

ستَظَلُّ الصورةُ في عَيْنَيْهْ
وَيُغادِرُ دُنْيانا وَيّْاها
٦-
إنْ لم يكُنِ الحبُّ كما
أهواكِ فكيفَ يكون؟

للحُبِّ طُقوسٌ وفُنونْ

وحَكاياً وَشُجونْ

وَالحبُّ بِبَعضِ والأحوالِ
جُنونْ

مَنْ يَعْشقْ مثلَ حبيبي
لنْ يُطْبِقَ في الليْلِ جُفونْ

لكنَّ القلبَ أبى أنْ يَهْوى
إلَّاكِ فُتونْ

فلَنا فلْسفةٌ لكنَّ القلبَ لهُ
فلسفةٌ أخرى أحياناً وشؤونْ

إنْ تنْهرْ قلبكَ ،عن حبِّ امرأةٍ
يهْواها ،يأبى أمْركَ مرَّاتٍ ويَخونْ

فخيارُ القلبِ صوابٌ جداً أحياناً
وَبأحْيانٍ أخرى مَجْنونْ
٧-
لو كنتُ أحِبُّ سِواها
فوْراً أعْلَنتْ

هيَ مَنْ أبْغيها سلمى
لِعَمارِ البَيْتْ

هيَ أمْنيتي ،وَعزاءُ فؤادي
وأنا لِلقْاها لا أُنْكِرُ جهْراً
أنِّي خَطَّطْتْ

مرَّاتٍ صدَّتْني أمَّا في
أخرى بالفِعْلِ نَجَحْتْ

قالتْ لا تَدْري أنّْكَ منْ دِينٍ
ليسَ بِديني فالسعْيُ مُحالٌ
مهما حاوَلْتْ

لا ليسَ محالاً فالدِينُ لِرَبِّي
لا يمْنَعُ حُبَّاً بالفعلِ أجَبْتْ

فَلِكلٍّ رأيٌ واللهُ يُنَوِّعُ لكنْ
لا حَرْبٌ فعْلاً بينَ الأديانِ
وبينَ الألوانِ أضَفْتْ

قالتْ معْقولٌ فَلْنمْضي قُدُماً
نُشْعِلُ قِنْديلاً نبْني أعْشاشاً
نُنْجِبُ أطْفالاً والحُبُّ الزَيْتْ

عانَقْتُ حبيبي وَمَضَيْتُ لأبْني
قفَصاً يجْمَعُنا واللهَ شَكَرْتْ

كم كنتُ سعيداً ،فالحُبُّ
فِناءٌ يَجْمعُ أشْتاتاً، والحبُّ
سلاحٌ يهْزِمُ بَغْضاءً ويمُدُّ
جُسوراً،يجْمعُ أرواحاً
أيضاً أجْساداً في
نفْسِ التَخْتْ
٨-
أحْبَبْتُكِ سلمى
قالَتْ مَعْقولْ !

فَلِمَ اسْتَغْرَبْتِ كلامي؟
وقَرأتُ بِعَيْنَيْكِ ذُهولْ

أتَعَجَبُ فِعْلاً
فأنا أحْسَبُ
أنَّكَ كنتَ وما
زِلْتَ بثانيَةٍ
مَشغولْ

عجَباً يا سلمى
مَنْ دَسَّ إشاعاتٍ
كاذبَةٍ عنِّي ،عن
كِذْبتِهِ مسؤولْ

كان أشاعَ
لكي يُبْعِدَ
عنِّي سلمى
فتقولْ

هُوَ أهدى للأخرى
عِشْقَ القلبِ فلا
حُبٌّ مِنْ مَغْرومٍ
بالأخرى مأمولْ

فَابْتَسَمَتْ سلمى
لِكَلامي، قالتْ
كنتُ يَئِسْتُ
ولكنْ أنْعَشْتَ
اليومَ فؤادي
بكَلامٍ مَعْسولْ

سوفَ أُأَرِّخُ هذا
اليومَ حبيبي
فهْوَ بِدايةُ مِشْوارٍ
مِنْ عِشْقٍ جارِفْ
قِصّْتهُ سَتَطولْ

لا أدري لكنْ يعلَمُ
ربِّي، كم فيها قصَّتنا
سيكونُ فُصولْ؟
——————————–
شعر:عاطف ابو بكر/ابو فرح
٢٠١٧/١/٣٠م

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق