- مقطع من عشاق المدينة (١٥)
في كل مرة يزورني شتاء المدينة… ويطرق أبوابي بسخاء أتذكر اختبائي تحت مظلة حمراء كنت قد اشتريتها من بائع شاب كان يستند الحائط الملاصق لمشفى الهوسبيس في شارع الواد المؤدي الى الأقصى المبارك في البلدة القديمة.
بدأت رشرشات من المطر تطرق الأحياء والطرقات، لتنذر بزخات أشد حبا لأرض تعطشت له وفرحت بقدوم معشوقها بعد غياب…
بدأت سنين الطفولة تتراكم ، فإذا بي صبية تعدت الخمسة عشر ربيعا، في بيتنا تعلمنا الوفاء والإخلاص بلا حدود، والحب والتضحية بلا حدود، وأن لا ننظر رجلا غريبا أو نحاكيه ( من باب العيب لا من باب التشريع )، وقد كنت أنفذ الوصايا اقتناعا وخوفا، مبادئ لازمتني فكنت ممن حظين بتعليقات وصفات الصقت بي أثناء مروري بشوارع المدينة أو حين ذهابي وإيابي من وإلى المدرسة في شوارع المدينة وتحت أقواسها الشامخة في حضن الزمن.
تعليقات تتسلل إلى أذني فتزيدني كبرياء أمام عيون تحدق وما أراها..
هل أنا حقا ( جيمس بوند وأبو علي والنمرودة ) كما يدعي زعران المدينة وبعض شبابها المتسكعين في أحيائها؟؟ هل أنا تلك التي يصفون ؟؟
يأملون مني نظرة، تحيي في نفوسهم حب أهوج ..لكني وكالعادة أنطوي خجلا كزهرة تزداد احمرارا..كلما نظر اليها الناظرون..يتبع
نزهة الرملاوي