عواصم ثقافيه

210 أعوام على ولادة ‘أيب الأمين’

210 أعوام على ولادة ‘أيب الأمين’

لا يوجد وسائط متاحة

0:000:01:150:00

210 أعوام على ولادة ‘أيب الأمين’

“محفوظة في هذا الضريح، كما في قلوب الناس الذين حفظ لأجلهم الاتحاد، ذكرى إبراهام لينكون”، تقول العبارة المنحوتة أعلى نصب عملاق في قلب العاصمة واشنطن، للرئيس الـ 16 للبلاد.

في كل عقد منذ نهاية الألفية الماضية، يدلي المؤرخون الأميركيون بآرائهم حول أفضل من قادوا هذه الأمة. ومنذ بدأت شبكة “سي سبان” إجراء الاستفتاء حافظ لينكون على مرتبة الصدارة، متفوقا على جورج واشنطن الأب المؤسس، وفرانكلين روزفلت، الرئيس الوحيد الذي انتخب لأربع فترات.

مبنى البيت الأبيض
على صلة

يوم الرئيس.. أفضل خمسة حكموا أميركا

السبب وراء مكانة لينكون التاريخية قد يكون واضحا، الرجل قاد أميركا في فترة عصيبة من تاريخها الفتي، وعبر بها الحرب الأهلية إلى مستقبل يضمن المساواة للجميع.

“كل ما أنا عليه أو كنته، أدين به لأمي الملاك”

في منزل مكون من غرفة واحدة قبل 210 أعوام ولد إبراهام في بيئة فقيرة في مزرعة قرب هودجنفيل في ولاية كنتاكي، لتوماس وسارة لينكون التي تعلق بها إبراهام الطفل بشدة.

وبسبب اضطراره لدعم أسرته ماديا بعد انتقالهم إلى إنديانا في 1816، انخرط لينكون في أعمال عدة ولم يكمل تعليمه.

تمثال للرئيس إبراهام لينكون إبان مراهقته
تمثال للرئيس إبراهام لينكون إبان مراهقته

وحين انتقلت الأسرة مرة إلى ولاية جديدة؛ إلينوي في 1830، حصل لينكون الشاب على عمل على متن قارب شحن.

لاحقا، وبعد الاستقرار في نيو سالم بإلينوي، عمل لينكون مديرا لمتجر ثم لمكتب بريد، قبل أن ينخرط في المشهد السياسي المحلي داعما لحزب “الويغ” وينتخب في عام 1834 عضوا في المجلس التشريعي للولاية.

وبعد انطلاق مسيرته السياسية، لا قبلها كما هو معتاد، علم لينكون نفسه القانون، وحصل على إجازة المحاماة ليحظى بسمعة طيبة ولقب “أيب الأمين”.

“كلما سمعت أحدا يجادل لصالح العبودية، يتكون لدي شعور قوي بأن أراها تمارس عليه”

منذ بداية مشواره عارض لينكون انتشار العبودية في الأراضي الأميركية، وبالإضافة لذلك كانت آراؤه السياسية تدعم توسيع رقعة البلاد والتركيز على التجارة وتشييد المدن بدلا من التركيز على الزراعة.

لكن هذا المشوار لم يكن معبدا، فرغم فوزه بمقعد في مجلس النواب الأميركي عام 1847، لم تحظ سياساته بتأييد الناخبين في دائرته، بشكل كبير بسبب معارضته للحرب ضد المكسيك آنذاك، فتعهد بعدم الترشح بعد قضاء عامين في المنصب.

إلا أن “إيب” عاد للحياة السياسية مجددا في عام 1854 مدفوعا بنجاح الديمقراطيين في توسعة رقعة الأراضي المسموح فيها بالعبودية، وأصبح قياديا في الحزب الجمهوري.

انطلاقته مع الحزب الجمهوري تأرجحت بين اتساع شعبية خطاباته السياسية المفوهة وتلقي الخسائر الانتخابية، إذ هزم مرتين في انتخابات مجلس الشيوخ في 1954 و1958.

في إحدى المناظرات أمام منافسه الديمقراطي ستيفن دوغلاس في 16 حزيران/يونيو من ذلك العام، قال لينكون جملة ستخلد لاحقا وينظر إليها باعتبارها دستوره السياسي، عندما أعلن متحدثا عن الكونغرس: “المجلس المنقسم على نفسه لا يمكنه الاستمرار. أنا أؤمن بأن هذه الحكومة لا يمكن أن تتحمل بشكل دائم نصف عبيد ونصف أحرار. لا أتوقع أن ينحل هذا الاتحاد ـ لا أتوقع أن ينهار هذا المجلس ـ لكني أتوقع أن ينهي الانقسام. سيصبح كله إما على هذه الشاكلة أو تلك”.

في 1860 اختار الحزب الجمهوري لينكون ممثلا له في انتخابات الرئاسة ليواجه دوغلاس مجددا بالإضافة لجون بريكنريدج، مرشح ديمقراطيي الجنوب، وجون بيل مرشح حزب الاتحاد الدستوري.

منشور دعائي للمرشح الرئاسي إبراهام لينكون
منشور دعائي للمرشح الرئاسي إبراهام لينكون

وبفضل أصوات الشمال الأميركي فاز لينكون بالانتخابات ليصل سدة البيت الأبيض رئيسا منذ بداية آذار/مارس 1861.

“من يحرمون الآخرين الحرية لا يستحقونها لأنفسهم”

لكن وصول رئيس شمالي معارض للعبودية لم يكن فأل خير على المشهد السياسي الأميركي المحتقن وقتها حول هذه القضية.

وقبل تسلمه مهام عمله رسميا واجه لينكون الأزمة الأكبر في تاريخ أميركا: سبع ولايات جنوبية أعلنت انسحابها من الاتحاد وتشكيل الكونفدرالية الأميركية.

ومع انطلاق الحرب الأهلية في نيسان/أبريل، كان لينكون، صاحب الخبرة العسكرية الضئيلة، في مواجهة قائد الكونفدرالية جيفرسون ديفيس وزير الحربية السابق وأحد أبطال حرب المكسيك.

لينكون وجنرالات جيش الاتحاد
لينكون وجنرالات جيش الاتحاد

الحرب جلبت معها خطوات باتجاه تحرير العبيد: العملي منها في البداية كان إعلان جنرالات الجيش الاتحادي رفض إعادة العبيد الهاربين من ولايات الكونفدرالية. ثم كان خطاب حال الاتحاد، الذي كان يقدم مكتوبا آنذاك، في كانون الأول/ديسمبر 1961 والذي أشار فيه إلى مقترح بشراء العبيد في ولايات الجنوب وتحريرهم باستخدام أموال الضرائب.

وفي نيسان/أبريل 1862 قرر الكونغرس تعويض من يحررون عبيدهم ماديا، قبل أن يأتي إعلان تحرير العبيد في 22 أيلول/سبتمبر من العام نفسه ليبدأ تطبيقه في أول أيام 1963.

إعلان عتق العبيد
إعلان عتق العبيد
“أميركا لن تدمر من الخارج، إذا تعثرنا وفقدنا حرياتنا فسيكون سبب ذلك أننا دمرنا أنفسنا”

تحرير العبيد ثم انتصارات هامة في فيكسبرغ وميسيسيبي وغيتيسبرغ، حولتا دفة المعركة لصالح الاتحاد ضد الكونفدرالية.

وفي 1864 خاض لينكون معركة انتخابية شرسة للولاية الثانية ربحها أمام المرشح الديمقراطي جورج مكليلان وهو قائد سابق للجيش أقاله الرئيس في خضم الحرب.

لكن فجأة توفقت انتصارات لينكون السياسية والعسكرية ليلة 14 نيسان/أبريل 1865.

الممثل المسرحي والمناصر للكونفدرالية جون ويلكس بوث صوب رصاصه نحو لينكون فقضى في اليوم التالي متأثرا بجراحه، لكن منجزه ظل خالدا منذ ذلك الوقت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق