خواطر
استقلالهم نكبتنا / جمال شدافنة
المكان الغرف المستأجره في الحاره الشرقيه
الزمان المرحله الابتدائيه
ها هو المعلم يقرع الجرس اليدوي ليدخل التلاميذ الى صفوفهم بلباسهم الموحد يتدافعون ويحدثون ضجه وجلبه حتى يدخل المعلم فينهرهم ويعنف بعضهم.
حتى يعم الهدوء في غرفه الصف .
وكانت حصه حساب فأخرج كل واحد منا لوحا من الشوكلاطه كان المعلم طلب من كل واحد منا ان يحضره.
ليعلمنا درسا عن الكسور وطريقه طرحها وجمعها وضربها .
بطريقه محببه .
وفي نهايه الحصه اكلنا الواح الشوكلاطه ونحن نتمازح .
ثم دخلت معلمه النشيد تحمل الكمان في يدها وبدأت تعزف ونحن ننشد
بعيد الاستقلال نفرح ونغني وفطرتنا تتسائل نفرح ونغني ؟؟؟
ثم انشدنا.
في بلادي غرد الطير الشادي ولسان حالنا بلادي اليست فلسطين؟؟ وحينها شعرنا بأنفصام الشخصيه وجعل احدنا ينظر الى الاخر ويتبسم.
و كان لنا في احد الايام رحله الى نهر اليركون وكم كانت فرحتنا حينما صعدنا الحافلات نلبس قبعات نصفها ازرق كتب عليه كلمه שלום بالعبريه ونصفها ابيض كتب عليها سلام بالعربيه حتى نشعر بالانتماء .
افرحوا يا اولاد وغنوا انشوده الاستقلال فأنتم في دوله جديده !!
انظروا الى صوره رئيس الدوله انذاك زلمان شزار وقد علقت في غرفه المدير.
الا ترون العلم يرفرف على سطح المدرسه .
الكتب الدفاتر الا ترون ان شعار الدوله مطبوع عليها حتى دفتر الحضور والغياب.
نحن ابناء عمكم الا يحق ان يكون لنا دوله بعد ان عانينا ما عانينا من الاضطهاد ونحن في الشتات.
فلنتبادل الادوار .
ولكن نعدكم ان نعطيكم حقوقكم ويكون لكم نواب في البرلمان يصيحون ويتكلمون بحريه حتى نعلمكم الديموقراطيه .
سنخرجكم من الجهل ونعلمكم مصطلحات لم تكونوا تعرفونها وتمارسونها مثل صندوق اقتراع، حق التصويت، الاحزاب، فرز الاصوات .
احمدوا الله ليلا ونهارا حتى انكم انتم تقولون
الله لا يحكم عربي بعربي اليس كذالك ؟
انسوا الماضي وكونو مواطنين مخلصين .
نحن لم نسرق فلسطين فان لنا حق تاريخي فهي ارض الاباء والاجداد.
ونحن نقول في انفسنا نحن نغني بألسنتنا ولكن الانتماء يبقى في القلوب ولن تستطيعوا ان تفرضوه علينا رغم اننا نعيشه .
وفجاه قرع جرس الحصه الاخيره معلنا انتهاء الدوام .
وهرع الاولاد الى منازلهم وهبت زوبعه بين الغرف المستاجره وعم الهدوء والصمت بعد الصخب والجلبه .
ويبقى السؤال مفتوحا عبر الأجيال كيف هانت عليهم فلسطين ام هي الأيام دول ؟؟
.