مقالات

كتب عضو المجلس التأسيسي لجمعية همسة سماء الثقافه فرع قطاع غزه د عوض قنديل

هل أعطيت القوس باريها؟؟ قال لي أحدهم, أنت تكتب عن شركة الكهرباء و تنتقد شركة الكهرباء و تنتقد فتح و تنتقد حماس و تتهم إسرائيل و لم تكتب مرة واحدة عن الشعب و لم تنتقده مع أنه صاحب القضية و صاحب المصلحة و هو الوحيد القادر على التغيير و قلب الطاولة في وجوه الجميع و هو الذي يعطي الشرعية لفلان و علان و هو الذي يسحبها منهم, الشعب هو الذي انتفض في وجه إسرائيل في ثورة الحجارة, التي هي الأقوى في المنطقة و الأكثر استعدادا و تجيير كل الحوادث لصالحها في ماكينتها الإعلامية و في التنفيذ الفوري على الأرض و بهذا انتصرت على العرب في كل الحروب , حتى تلك التي انتصر فيها العرب , لقفتها إسرائيل و هي التي جنت ثمارها باتفاقيات تصب كلها في صالحها ليخرج العرب من كل مولد بلا حمص بل مجرد أبواق تتغنى بالإنجازات الوهمية التي ينتشي بها المواطن بأحلامه التي تتحطم كلما ارتطمت بالواقع المعاش ليعود المواطن إلى مربعه الأول بلا حول و لا قوة إلا ذكر , حسبنا الله و نعم الوكيل, يضع يده على خده و يتحسبن من تاريخ موقعة الجمل إلى الآن, لقد استهلكنا حسبنة أكثر من علاجات السكر و الضغط التي لم تعد مقتصرة على العجائز بل أخذت في طريقها بعض الأطفال و المراهقين. نعود إلى لماذا لا تكتب عن الشعب, أقول له: أولا الضرب في الميت حرام, ثانيا, الشعب فقد الثقة في نفسه فما بالك في القيادات التي تلعب عليه لعبة الكراسي الموسيقية في التغيير و هو الأسماء تتبدَّل و تتغيَّر لتعود كما هي و كأن أصحابها يأخذون استراحة مؤقته من اللعبة ليتركوها لغيرهم حتى يأخذوا نصيبهم منها كي لا يشب بينهم صراع و ينقسموا كما انقسموا من قبل , يعني قياداتنا أصبحت صاحبة خبرة و حنكة سياسية في إدارة الأزمة ليعرف كل طرف نصيبه منها و مسؤولياته التي لا يتجاوزها و لا يسمح له الآخرون بتجاوزها, إن أردت يا صديقي تفسيرا أكثر دقة و صراحة و موضوعية, أقول لك أن القيادات جميعها في لعبة حول طاولة مستديرة للقمار, فالكل سواسية في وقفته لكن الاختلاف في مدى مكر و دهاء و خبرة القمرجية السابقة في إلقاء الطعم للمستجدين كي يستدرجوهم إلى نقطة معينة إما ليسحقوهم بالضربة القاضية أو ليركعوهم بالخسارة ليجيروهم تحت أمرتهم بالمقاولة من الباطن بأسماء وطنية و من هنا جاء المليونيرات و تجار الأزمات الذين لا تمنعهم مصلحتهم من التعاون مع العدو في صفقات البيزنس تحت حجة توفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين لتمكينهم من الصمود في وجه العدو الذي يقوم بدور القرداتي الذي يلاعب جميع القرود طبقا لأوامره أو بدور الحاوي الذي يبهر الجمهور ليصفق بلا وعي مع كل حركة ليفيق في آخر العرض و قد أضاع وقته و ماله و كان لقمة سائغة للنشالين الذين يدورون حول الجمهور المُخدَّر بحركات البهلوانات داخل الحلبة ليعود آخر النهار إلى بيته بخفيِّ حنين و يتفاجأ أخيرا أن الفردتين شمال. و هل إن كتبت عن الشعب و عوقبت أو سجنت أو اختلقت لي مشاجرة مفتعلة في السوق لأضرب أمام الجميع و لا يتدخل أحد لأن الجمهور موصَّى بأن من دخل في ما لا يعنيه وجد ما لا يرضيه و أن ثقافة و أنا مالي هي التي تسود على الثقافات و فتاوى لولا أنه يستحق لما ضربوه أو مبرر, يعني كلهم على خطأ و هو الوحيد على صواب, يا صديقي .. الشعب الذي لم يخرج للدفاع عن حقه,,, هل سيخرج للدفاع عني, الشعب الذي يقارن وضعه الآن بوضعه أيام الاحتلال, هل رأيت شعبا يقارن وضعه بأيام الاحتلال, هل سمعت في القرآن بقصة العبد الذي هو كلاَّ على مولاه؟ شعبنا بدون العبودية لا يستطيع أن يدبر أمره و لا يتحمَّل مسؤوليته و سيدافع عن العبودية لأنها أصبحت تجري في عروقه مجرى الدم, شعب أصبح عبدا للتنظيمات و الفصائل و الكوبونات و البطالات, شعب منقسم على ذاته و يعاني من انفصام في شخصيته الوطنية و الدينية و القومية و الإنسانية يجلد ذاته و يلوم سلوكياته و يعاقب نفسه و ينسى قضيته الرئيسية ليستبدلها له حكامه بقضايا جانبية و ثانوية لا ترتقي إلى مصطلح قضية و لا حتى أزمة عابرة ليقدس أصناما بشرية و يبكي الماضي في شخصيات كرتونية بانتصارات و بطولات لم تقدم له الحد الأدنى من أساسيات الحياة اليومية, شعب يستنزف كل يوم بمقدراته خلف شهادات و مؤهلات و انتماءات تركن على رفوف خيبة الأمل و الثقة المفقودة في النفس و في الآخرين تحت بند, عسى الله أن يُحدث بعد ذلك أمرا … ما دمنا يا سيدي قد جئنا إلى عسى الله, فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم, هل غيَّرت نفسك و ما بها, هل راجعتها و حاسبتها لتحاسب من ظلمك و ظلمها, هل أوقفت و زجرت من سجنك في صندوق العجب و أوقف نموك عند حده؟ هل أحسنت الاختيار لتطلب أفضل النتائج, هل حددت هدفك و أعددت له, هل عرفت من أنت و ماذا تريد؟ هل تريد أن يقبل الله منك و أنت تصلى على غير قبلة و بلا وضوء خلف إمام يلعب مجرد تمارين سويدية في المحراب!!!

مقالات ذات صلة

إغلاق