مقالات
حرائق إسرائيل..”غضب من الرب” (حاخامات)
القدس/أحمد البديري
في الوقت الذي تشتعل فيه النيران في مناطق واسعة من إسرائيل، وتحولها لخطر دفع الدولة العبرية لطلب المعونة من دول العالم، اندلعت حرائق من نوع آخر، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بين العرب والإسرائيليين.
فقد أدلى المغردون والنشطاء بدلوهم، وتراشقوا بالاتهامات، حول أسباب الحرائق، ومن يقف وراءها.
من جانبهم، كتب عدد من الحاخامات اليهود أن سبب الحريق يعود إلى “غضب الرب” لعدم احترام الشعائر الدينية اليهودية.
أما بعض السياسيين، فقد ألقوا باللوم على الحكومة الإسرائيلية التي لم تطور من قدراتها لمكافحة الحرائق ولم تتعظ من حريق الكرمل قبل سنوات.
كما نشرت عدد من المواقع الإخبارية الإسرائيلية، تقارير ادعت فيها أن المواطنين العرب في إسرائيل، يبدون فرحتهم بالحرائق، ويعتبرونها ردا من السماء على مشروع قانون فرض قيود على رفع الأذان في المساجد.
وتوعد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، جلعاد اردان، بملاحقة من أسماهم “المحرضين عبر شبكات التواصل الاجتماعي”، إثر الحرائق التي نشبت في إسرائيل خلال اليومين الماضين.
من جانبه، قال وزير التربية والتعليم الإسرائيلي نفتالي بينت، وهو من اليمين المتشدد على صفحته على موقع فيس بوك:” من يحرق الأرض فهي ليست له”، في اتهام مبطن للعرب، باشعال الحرائق.
أما زعيم المعارضة الاسرائيلية يتسحاق هرتصوغ، فلم يهاجم الحكومة كما فعل العديد من النشطاء وبدلا من ذلك كتب:” أشكر كافة رجال الإطفاء والشرطة على العمل المتواصل لحماية الأشخاص والممتلكات فكلنا في جبهة واحد”.
ويبدو أن هرتصوغ الذي كان بإمكانه استغلال الحرائق، للهجوم على غريمه نتنياهو، عدل عن ذلك في هذه المرحلة.
واتهم بعض النشطاء اليهود وبعبارات عنصرية قاسية، الفلسطينيين بافتعال الحريق، مثل استير كولوفيتس التي كتبت:” العرب حرقوا غاباتنا لذلك يجب معاقبتهم”.
وذهب آخرين للحديث عن الاضرار البيئية، وتقصير الحكومة وعدم تعلم دروس حريق الكرمل، الذي اندلع قبل عدة سنوات وتسبب بخسائر كبيرة.
أما الفلسطينيون، والعرب، فقد انقسموا في تعليقاتهم على الحرائق.
فبعضهم أعرب صراحة عن فرحته ونشر تعليقات وصور ساخرة، مما اعتبره “ضعف وهشاشة دولة إسرائيل، التي لا تستطيع إطفاء الحرائق”.
وقال بعض المغردين، إن الحرائق هي “رد إلهي” على قانون منع الأذان في القدس، ودعوا الله أن تستمر هذه الحرائق حتى تدمر الدولة العبرية.
لكن فئة أخرى، أبدت غضبها من “الشماتة” بالحرائق، على اعتبار أن الغابات المشتعلة هي فلسطينية بالأساس.
فعلى سبيل المثال، كتبت الفلسطينية، أريج الدجاني على صفحتها على موقع فيس بوك، مخاطبة من يبدون فرحتهم:” الأرض التي تحترق، أليست أرضك وأرض أجدادك، وهل الشجر جنسيته إسرائيلية فيستحق الحرق؟ غدا يصل الحريق لمناطق السلطة وحينها سوف نشتم الدفاع المدني الفلسطيني لأنه غير قادر على إطفار النار في أرضك ويبتك “.
واتفق معها الناشط السوري، حازم يونس، الذي كتب قائلا:” قمة المأساة أن نفرح لمصاب عدونا، أنا متضامن مع أرضي فلسطين التي تحترق، في كل مكان، هذه أرضي وأشجاري التي زرعها أجدادي، الطامة الكبرى هو الأحمق الذي يدعي أن هذا غضب رب العالمين لمنع الأذان”.
عربيا، كان هاشتاغ #اسرائيل_تحترق، الأكثر تداولا على تويتر، وهو الأمر الذي يشير إلى مدى الاهتمام بالحريق.
ويتواصل اشتعال النار في العديد من المواقع في إسرائيل، وخاصة وسط وشمالي البلاد، لليوم الرابع على التوالي، وهو ما دفع الحكومة إلى طلب المعونة من 6 دول.
وأخلت الشرطة وطواقم الإسعاف والإطفاء الإسرائيلية، أمس الخميس، عشرات الآلاف من المواطنين الإسرائيليين، من منازلهم في مدينة حيفا (شمال) بعد اشتداد الحرائق فيها.
وقدرت القناة الثانية في التلفاز الإسرائيلي، عدد الذين أخلوا منازلهم، في حيفا، بنحو 60 ألف إسرائيلي.
وبالتزامن مع هذا الإجراء، أعلنت نجمة داود الحمراء، التي تقدم خدمات الإسعاف، إن عشرات الإسرائيليين أصيبوا في المدينة نتيجة استنشاق الدخان، واصفة غالبية الإصابات بالطفيفة.
وتساعد الرياح القوية في توسع نطاق النيران التي يقول مسؤولون إسرائيليون إن بعضها متعمد، فيما توقع خبراء الطقس ألا تسقط الامطار قبل الثلاثاء المقبل